الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

الوحدة الخامسة التواصل الاقناعي

أربعة نماذج للمحادثة، تحدث حينما يحاول الناس التأثير على بعضهم البعض:

نموذج الإقناع: وفيه يحاول أحد الطرفين إقناع الطرف الآخر بتبني أو الموافقة على موقفه
نموذج التفاوض: إذا لم تستطع إقناع الطرف الآخر بقبول موقفك قبولاً كلياً يمكنك عندئذ أن تبدأ التفاوض والمعتاد في التفاوض أن يتنازل هذا الطرف قليلأً وذاك قليلاً وهو ما يتسبب في إيجاد حل وسط في نهاية المفاوضة
نموذج التعصب: يحدث هذا التعصب عقب اتخاذ كل من الطرفين مواقف ثابتة، ورفضه التحرك دون اعتبار لما يطلبه الطرف الآخر. ويعد هذا الأثر، أثر التعصب، شائعاً، فيمكنك أن تشاهد شخصين ذوي انتمائين مختلفين وهما يتجادلات بشأن مواقفهما الثابتة وترى أن كل طرف يكرر مضامينه في محاولة لإقناع الطرف الآخر بالتزحزح عن موقفه، بيد أن كل منهما لا يبدي مرونة بل يتشبث كل منهما بمواقفه.
نموذج الاستقطاب: يحدث هذا حينما تتسع الهوة كلما استمر الحديث، ودائماً ما يحدث الاستقطاب حينما يقوم كل طرف بمهاجمة موقف الطرف الآخر دون نزاهة، رافضاً الاستماع إلى حجة الآخر وبينما يحاول كل طرف إثبات صحة موقفه يحدث الاستقطاب

نظريات الاتصال الإقناعي وتوظيفها في الإشهار

3.3 نظريات الاتصال الإقناعي

إن الاتصال الإقناعي لا ينطلق من فراغ بل من قاعدة نظرية تتجسد من خلال العديد من النظريات.

1.3.3 نظرية التاءات الثلاثة

حسب ميشال لوني(michel le nid) فإن الاتصال الإقناعي والتأثير في سلوك الأفراد يتم عبر ثلاثة مراحل وهي التوعية،التشريع والتتبع أو المراقبة.فكلها تبدأ بحرف التاء ومن هنا جاء أسمها.

المرحلة الأولى:هي التوعية وتتضمن آليات الإقناع اللساني والتوضيح وتعزيز كل ذلك بالبراهين المقنعة التي تنساب إلى عقول المتلقين،ويشترط في كل معلومات المرسل أن تكون بسيطة حتى يسهل فهمها وإدراكها،كما يشترط فيها عدم التناقض لتنال المصداقية كما يجب أن تكون صياغة الرسالة وتحديد محاورها بصورة واضحة حتى تكون أكثر إقناعا،إذ يجب فهمها دون الحاجة إلى بذل جهد زائد من المتلقي.

كما يشترط في التوعية حتى تكون فعالة الموضوعية وعدم التحيز أو الانطلاق من أفكار ذاتية أو مسبقة في التعامل مع الجمهور والتي يمكن أن تقف في مسار التوعية وتمنع المرسل من الوصول إلى أهدافه.

المرحلة الثانية:هي التشريع،تظهر أهمية هذه المرحلة في الحملات الإعلامية العمومية،لكنها غير مؤثرة في الاتصال الاشهاري،فهي تنص على إدراك أن التوعية لا تلبي الغرض لوحدها،فهي تبين مخاطر الموضوع وفوائده،لكن التشريع يلعب دورا إيجابيا في ممارسة نوع من الضغط على المتلقي من أجل مسايرة المرسل فيما يدعوا إليه.

المرحلة الثالثة:هي مرحلة التتبع،إذ لابد للمرسل أن يعرف أين وصل من أهدافه،فحسب ميشال لوني فإن نجاح عملية الإقناع والتأثير مرتبط بالمتابعة والمراقبة للعملية ككل،لأن الإنسان بحاجة إلى التذكير والتأكيد باستمرار حتى في أموره اليومية البسيطة.

إن عملية المتابعة على عكس المرحلة السابقة تجد مكانها في الاتصال الإشهاري،فهي تمكن المرسل من مواصلة بث رسائله أو إلغائها واستبدالها بأخرى,

2.3.3 نظرية التنافر المعرفي

هذه النظرية أتى بها ليون فستنجر(leon festinger) في 1962،تنطلق من فكرة أن الإنسان كيان نفسي يسعى دائما إلى انسجام مواقفه وآرائه والمواضيع التي يتلقاها مع شخصيته وبنيته النفسية،فنظرية التنافر المعرفي ترمي إلى كون الإنسان يتعارض ويقاوم كل شيء يتعارض وبناءه المعرفي.[1]

تتركز هذه النظرية على أن الفرد يحاول بذل مجهود من أجل الحفاظ على توازنه النفسي من خلال جعل هذه العناصر أكثر توافقا،فالتنافر هو حالة من حالات الدافعية بحيث تدفع الفرد إلى تغيير سلوكاته وآرائه،فوفقا لصاحب النظرية فإن هناك ثلاثة أنواع من العلاقات بين عناصر معرفتنا.[2]

1. علاقة اتفاق بين هذه العناصر.

2. قد لا تكون هناك علاقة اتفاق بين هذه العناصر.

3. قد تكون هناك علاقة تناقض وتعارض بين هذه العناصر.

إذ يضطر الفرد غي الحالة الأخيرة إلى إلغاء هذا التناقض أو التقليل من حدته إما بتبني العنصر الجديد والاستغناء عن القديم،أو عن طريق خلق نوع من الانسجام أو مقاومة العنصر الدخيل عن طريق التجاهل والتغافل عن مصدره أو تصنيفه ضمن العناصر غير المنطقية التي لا يمكن التعاطي معها أو حتى التفكير فيها.

في هذا الإطار،يأتي ليون فستنجر بثلاثة أمثلة يظهر غيها التناقض المعرفي في أجّل صوره وهي اتخاذ القرار،آثار الكذب وآثار الإغراء.[3]

· اتخاذ القرار:إن تخيير الإنسان بين شيئين يضطره إلى ترك بديل واحد بالضرورة،لكن بعد اتخاذ القرار يرى بعض الخصائص الجيدة في البديل المتروك،في سبب التنافر المعرفي ولقضاء على هذا التعارض أو التقليل من حدته أمام الفرد حلين،الأول يحتم عليه إقناع نفسه بأن البديل المتروك غير جذاب وأن خصائص البديل المختار لا تملك قوة التأثير في قراره.أما الثاني فيلجأ فيه إلى تبرير اختياره من خلال إعطاء مجموعة من العوامل التي تؤيده كالمبالغة في وصف خصائص البديل المختار.

· آثار الكذب:يظهر التعارض هنا إذا أقدم الفرد على القيام بما يخالف العناصر والمواقف التي يؤمن بها وتتوقف قوة التنافر على عنصرين،الأول كلما تعارض قوله وقراره مع اعتقاده الشخصي كلما زاد التنافر بينما في الثاني تقل قوة التنافر كلما سعى الفرد إلى تبرير رغم معارضته الداخلية لها.

· آثار الإغراء:في هذه الحالة يظهر لدى الفرد ميولا داخليا للحصول أو فعل شيء يخالف اعتقاده،تتعدد هنا أسباب النفور كأن يكون بعيد المنال أو مخالفة صريحة لمعتقداته أو غير مشروع أو يورطه في مشاكل لا نهاية لها..

3.3.3 نظرية التحليل المعرفي للإعلام

تنطلق هذه النظرية من كون الإنسان كائن عاقل، بحيث يقوم العقل تلقائيا بالتفكير في أي عنصر جديد بوضعه في ميزان المنطق والمعتقد من خلال تحليل المعطيات والمعلومات المكونة للعنصر الجديد لمعرفة مدى قوته ومنطقيته وموافقته للبيئة التي يعيش فيها.

لقد أتى بهذه النظرية الباحث مارتن فيشباين(martin fishbien)،حيث يركز على العامل المعرفي في عملية الإقناع وتغيير الاتجاهات وتعديلها.فالمعلومات المكونة للعنصر الجديد الذي يصل إلى إدراك المتلقي هي التي تدفعه إلى التعامل معه أو إلغائه.

4.3.3 نظرية التوازن المعرفي

تشير هذه النظرية إلى مفهوم أساسي يشكل حاجة إنسانية باعتباره شخصية متشكلة من تناسق مجموعة من المركبات،هذه الأخيرة تفرض على الفرد خلق نوع من التوازن حتى يعيش حياة طبيعية،إذ يصبح معها التوازن حاجة نفسية ومطلب له أهميته.يسعى الفرد إلى الحفاظ عليها وحتى إيجادها إن فقدت.

ويرى صاحب هذه النظرية أن مفهوم حالة التوازن هو وجود مواقف معينة،أين تصبح معها الوحدات الإدراكية والتجارب الوجدانية تعمل دون ضغط,أي أن يخلق الفرد التوازن والانسجام بين مكونات شخصيته.أي التوازن بين المستوى الداخلي والسلوك العلني.

لقد قدم هيدر فريتز(fritz heider) أول نماذج التوازن التي تركز على العلاقات القائمة بين ثلاثة عناصر.شخص"ش"وشخص آخر"ف" وشخص أو شيء آخر"أ".لقد اهتم هيدر بمدركات "ش" وما يمثله"ف"و"أ" والعلاقات التي تربط العناصر الثلاثة .[4]

كما يركز هيدر من خلال نظريته على نوعين من العلاقات بين الناس والأشياء.

1. علاقات متصلة بالمشاعر.

2. علاقات متصلة بالوحدة.

علاقات متصلة بالمشاعر( sentiment relation):هي نتيجة للطريقة التي نشعر ونقيم بها الأشياء.وتتضمن مشاعر الحب والإعجاب والقبول ونقيض هذه المشاعر.

علاقات متصلة بالوحدة(unit reletion):تركز هذه العلاقات على الوحدات التي تتشكل من خلال الربط بين مجموعة من العناصر.فعلى سبيل المثال الرجل وزوجته عبارة عن وحدة،شأنه في ذلك شأن الأستاذ وطلبته.وترتكز هذه العلاقات حسب هيدر على عدة أساسات كالتماثل(الهداف في فريق كرة القدم)والاتصال(المؤلف والكتاب)أو الملكية(الرجل وكلبه).[5]

تتجسد هذه النظرية في الإشهار من خلال سعي الفرد إلى الحصول على الرضا المطلوب الذي يحقق له توازنه الداخلي،فهو يهدف بتعامله مع المنتجات إلى إرضاء نفسه بالدرجة الأولى.والمحافظة على العلاقات التي تربطه بمحيطه الخارجي.

5.3.3 نظرية العلاقات الاجتماعية

تنطلق هذه النظرية من افتراض أهمية العلاقات الاجتماعية بين الأفراد داخل جماعة واحدة أو حتى بين عدة جماعات أولية في تعامل الفرد مع الرسائل الاشهارية.فهذه الرسائل تمر عبر العلاقات الاجتماعية لتصل بصورة واضحة إلى إدراك الفرد.

في هذا الإطار ولإثبات دور الفئات الاجتماعية والعلاقات السائدة بينها،قام كل من لازار سفيلد وقودين وبيرلسون عام 1940 بإعداد دراسة،اختاروا لها عينة من مدينة إيري كاونتي بولاية أوهايو الأمريكية.حيث ضمت 600 شخص كما حددوا عينة إضافية تحقيقية للحكم على مدى صدق النتائج المتوصل إليها.إلا أن الموضوع كان سياسي يهدف إلى معرفة ميول الأفراد أثناء التصويت معتمدين في ذلك على عدة محددات كالسن والجنس والانتماء السياسي,حيث خلصوا إلى أن الفرد بحكم انتمائه إلى جماعة معينة لديه ميولا كاملا لسلوك علني محدد.[6]

كما تظهر أهمية هذه النظرية إلى جانب أهميتها في الاتصال السياسي في الاتصال التجاري،فالفرد قبل أن يختار منتوج معين يقوم باستشارة أفراد جماعته التي ينتمي لها خصوصا مع السلع البرتقالية والصفراء,فمن غير المعقول اتخاذ الفرد لقرارات نهائية عشوائيا تكلفه غاليا وتدفعه إلى الندم.

6.3.3 نظرية التنظيم الاجتماعي

تنطلق هذه النظرية أيضا من افتراض أساسي يرتبط بطبيعة الإنسان،فهو كائن اجتماعي بطبعه،إذ يميل إلى الاجتماع مع بني جنسه والانضواء تحت لواء جماعة بشرية معينة متفقة مع حاجاته ودوافعه واتجاهاته النفسية.

إن الفرد لا يمكنه العيش بمفرده من منطلق عدم قدرته على تلبية جميع حاجاته مع تنوعها.فلا يمكن مثلا أن يكون منتجا ومسوقا ومستهلكا في الوقت نفسه،فإن كان منتجا فهو في حاجة إلى من يصمم له رسائل إشهارية وإلى غير ذلك.

كما أن الجماعات مهما كانت طبيعتها لا يمكن أن تحافظ على استقرارها واستمرارها هكذا عفويا،بل يجب أن تضع مجموعة من القواعد المتعارف عليها من جميع أفرادها."فهذه النظرية تقوم على فكرة أساسية وهي أن الأفراد في الجماعات الإنسانية تنظمهم قواعد تنظيمية معينة يفهمها الأفراد ويتعاملون على أساسها،كما تتيح لهم قدرا أكبر لفهم أدوارهم وواجباتهم وحقوقهم والسلوك الذي يجب أن يتبعوه.وهذه القواعد التنظيمية هي التي تؤدي إلى نماذج سلوكية معينة,تسمى في مجموعها بالتنظيم الاجتماعي.أي تنظيم سلوك الفرد الاجتماعي".[7]

إن التنظيم الاجتماعي يعني ضبط العلاقات من خلال تحديد الأدوار والحقوق والواجبات.فعملية الضبط الاجتماعي مهمة جدا في عملية الإقناع.فإذا ما أردنا أن نقنع مؤسسة ما بشراء منتجاتنا فما علينا إلا أن نعمل على إرضاء المدير وهو المخول باتخاذ القرار في هذا التنظيم الاجتماعي(المؤسسة) وما على فريق العمل إلا تطبيق ما يتخذه المدير من قرارات.من هذا المنطلق كان على المعلن أن يدرس طبيعة الجماعات المستهدفة والعلاقات القائمة بين أفرادها إذا ما أراد الحصول على اقتناعهم.

7.3.3 نظرية التأثير الانتقائي

إن تطور العلوم الإنسانية أثبت أن وسائل الإعلام هي جزء بسيط من المجتمع الكلي، فالفرد قبل أن يتعرض إلى هذه الوسائل،تعرض إلى تأثير عوامل أخرى مرتبطة بالتنشئة الاجتماعية.

تجسدت هذه الفكرة من خلال ما توصل إليه ميلفن دفلر وزميلته روكتش بناءا على فكرة أن الطاقة الاستيعابية للفرد لا يمكنها أن تستوعب الكم الهائل من الرسائل التي يتعرض لها يوميا.فهو لا يدرك كل ما يتلقاه،بل ينصب تفكيره على إدراك وفهم الرسائل التي تحتوي على مفاهيم تهمه أو على الأقل هو في حاجة إليها.فالمواضيع لا تفرض على المتلقي وإنما يختار ما يريد ويترك ما لا يحتاج إليه وتتجسد هذه النظرية من خلال عدة مفاهيم.[8]

التعرض الانتقائي:يشير إلى حرية المتلقي في اختيار ما يتعرض له،فهو لا يتعرض إلى جميع الرسائل التي تبث عبر وسائل الإعلام بل يهتم ببعضها ويهمل الأخرى.

الإدراك الانتقائي: يرتبط هذا العنصر بالمواضيع التي اهتم لها الإنسان،فهو لا يدرك كل ما يتلقاه بل يركز إدراكه على بعض المواضيع التي اختار التعرض لها.

التذكر الانتقائي: يعمل الفرد على التركيز على بعض مدركاته لتخزينها في ذاكرته ليقوم بعملية استرجاعها متى أراد ذلك.

التصرف الانتقائي: هو آخر عنصر من عناصر نظرية التأثير الانتقائي.فهو يعني حمل المتلقي على عملية الفعل مع ترك الحرية في كيفية التصرف.

إذن هذه أشهر النظريات التي يتوسل بها المعلن من أجل إقناع المستهلك،فهي عبارة عن معطيات ومحاور يرتكز عليها لتصميم رسالته الاشهارية التي تضمن له تسويق جيد لمنتوجه سواء أكان سلعة مادية أو خدمة.

للإقناع عدة تعريفات منها :
استخدام المتحدث أو الكاتب للإلفاظ والإشارات التي يمكن أن تؤثر في تغيير الاتجاهات والميول والسلوكيات .
تعريف آخر: عمليات فكرية وشكلية يحاول فيها أحد الطرفين التأثير على الآخر وإخضاعه لفكرة أو رأي .
تعريف ثالث: تأثير سليم ومقبول على القناعات لتغييرها كلياً أو جزئياً من خلال عرض الحقائق بأدلة مقبولة وواضحة .
ويظهر جلياً من التعريفات السابقة أن الإقناع فرع عن إجادة مهارات الاتصال والتمكن من فنون الحوار وآدابه .وتتداخل بعض الكلمات في المعنى مع الإقناع مع وجود فوارق قد تكون دقيقة إلى درجة خفائها عن البعض ؛ ومن أمثال هذه الكلمات : الخداع ، الإغراء ، التفاوض. فبعضها تهييج للغرائز وبعضها تزييف للحقائق وبعضها مجرد حل وسط واتفاق دون اقتناع وهكذا .

إن مخاطبة العقول والقلوب فن لا يجيده إلا من يمتلك أدواته، وإذا اجتمعت مع مناسبة الظرف الزماني والمكاني أثرت تأثيراً بالغاً، ووصلت الفكرة بسرعة البرق. وهكذا كانت طريقة القرآن في تلمس حاجات الوجدان وأيضاً من عوامل نجاح الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- في إقناع الناس برسالتهم، وما عليك إلا أن تتأمل في أحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم- لتستلهم منها كنوزاً في فقه الدعوة، يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة". ووصولاً إلى تحقيق الهدف من الدعوة فإن مما تحسن العناية الشديدة به نشر ثقافة الإقناع وفنون الحوار وفن الاستماع وتقمص شخصية الآخر في محاولة لفهم دوافع موقفه.. وهذه لا يعني بطبيعة الحال الدخول في أي حوار وطرح القضايا الشرعية للاستفتاء العام؛ لإن هذا يدل على شخصية ضعيفة وانهزام أمام ضغط الواقع.

إن هناك من يخاطب الناس على أنهم فئة واحدة أو أن لديهم القناعات نفسها التي لديه ولذا تراه يخاطب نفسه في آخر الأمر. وأرى أن الشباب مثلاً بحاجة إلى من يجيبهم على كثير من الأسئلة الملحة التي تواجههم بطريقة تناسب تفكيرهم وتتعامل بشكل صحيح مع المنطلقات الفكرية التي تربوا عليها، ونحتاج أن نقوم بدراسات لمعرفة أكثر الأساليب تأثيراً عليهم. إن الدورات التي تتناول مهارات الاتصال وفنون الحوار والإقناع وطرق التأثير متوفرة على شكل كتب أو أشرطة سمعية ومرئية، فقط تحتاج من المربي أو الداعية أن يوجه اهتمامه إليها ويعنى بتقوية الخير والعلم الذي يحمله بهذه المهارات البالغة التأثير على القلوب. ولدينا من الخطباء والمحاضرين من استطاع أن يصل إلى شريحة كبيرة من الناس بسبب حرصه على العناية بهذه المهارات التي ربما تكون عند البعض فطرية وعند الآخرين تحتاج إلى تنمية.

كما أقدم اقتراحاً بإنشاء مراكز ثقافية تقدم دورات في فن التأثير على الآخرين وفن الخطابة وأصول الحوار ووسائل الإقناع وفن التعامل مع المخالف كما يقدم أيضاً دورات في فن كتابة المقال الدعوي وهكذا، وتكون هذه الدورات مجانية أو برسوم رمزية وتكون متاحة على مدار العام ويستفيد منها المهتمون بأمور الدعوة من خطباء ومحاضرين، ومن خلالها أيضاً تدفع المراكز إلى الساحة شباباً مثقفاً يبادر إلى ابتكار وسائل جديدة لإيصال العقيدة والعلم والفكر الصحيح إلى جمهور الناس على اختلاف شرائحهم.

وإليك نموذجاً نبوياً يتعلق بهذا الموضوع أورده سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: "كنت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تحت شجرة، فأخذ منها غصناً يابساً، فهزه حتى تحات ورقه (أي سقط) فقال: "يا سلمان: ألا تسألني لم أفعل هذا؟" قلت: لم تفعله؟ فال: إن المسلم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما تحات هذا الورق، ثم قرأ )وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين(" [هود،114]. لقد كان ضرب المثل الحي وسيلة عظيمة لتوصيل القناعة وترسيخ المفهوم.

إن تعلم تعبيرات الوجه والعناية بنظرات العين والاهتمام بالمظهر ربما يمثل نصف الطريق نحو إقناع الآخرين كما يقول الأستاذ محمد ديماس في كتابه الجيد "فنون الحوار والإقناع".

كيف تقنع الآخرين بفكرة ؟
أولاً : لابد أن تكون مقتنعا جدا من الفكرة التي تسعى لنشرها، لأن أي مستوى من التذبذب سيكون كفيلا أن يحول بينك وبين إيصال الفكرة للغير.
ثانياً : استخدم الكلمات ذات المعاني المحصورة والمحددة مثل: بما أن، إذن، وحينما يكون .. الخ، فهذه الألفاظ فيها شيء من حصر المعنى وتحديد الفكرة ، ولتحذر كل الحذر من التعميمات البراقة التي لا تفهم أو ذات معاني واسعة.
ثالثاً : ترك الجدل العقيم الذي يقود إلى الخصام يقول أحدهم ( إذا أردت أن تكون موطأ الأكناف ودودا تألف وتؤلف لطيف المدخل إلى النفوس، فلا تقحم نفسك في الجدل وإلا فأنت الخاسر، فإنك إن أقمت الحجة وكسبت الجولة وأفحمت الطرف الآخر فإنه لن يكون سعيدا بذلك وسيسرها في نفسه وبذلك تخسر صديقا او تخسر اكتساب صديق، أيضا سوف يتجنبك الآخرون خشية نفس النتيجة .. ).
رابعاً : حلل حوارك إلى عنصرين أساسيين هما :-
1- المقدمات المنطقية: وهي تلك البيانات أو الحقائق أو الأسباب التي تستند إليها النتيجة وتفضي إليها.
2- النتيجة: وهي ما يرمي الوصول إليها المحاور أو المجادل ، مثال على ذلك : المواطنون الذين ساهموا بأموالهم في تأسيس الجمعية هم الذين لهم حق الإدلاء بأصواتهم فقط، وأنت لم تساهم في الجمعية ولذلك لا يمكنك أن تدلي بصوتك ..
خامساً: اختيار العبارة اللينة الهينة ، والابتعاد عن الشدة الإرهاب والضغوط وفرض الرأي.
سادساً: احرص على ربط بداية حديثك بنهاية حديث المتلقي لأن هذا سيشعره بأهمية كلامه لديك وأنك تحترمه وتهتم بكلامه، ثم بعد ذلك قدم له الحقائق والأرقام التي تشعره كذلك بقوة معلوماتك وأهميتها وواقعية حديثك ومصداقيته.
سابعاً: أظهر فرحك الحقيقي – غير المصطنع - بكل حق يظهر على لسان الطرف الآخر، وأظهر له بحثك عن الحقيقة لأن ردك لحقائق ظاهرة ناصعة يشعر الطرف الآخر أنك تبحث عن الجدل وانتصار نفسك.



الإقناع القوة المفقودة !
تروي بعض الأساطير أن الشمس والرياح تراهنتا على إجبار رجل على خلع معطفه ؛ وبدأت الرياح في محاولة كسب الرهان بالعواصف والهواء الشديد والرجل يزداد تمسكاً بمعطفه وإصراراً على ثباته وبقاءه حتى حل اليأس بالرياح فكفت عنه ؛ واليأس أحد الراحتين كما يقول أسلافنا . وجاء دور الشمس فتقدمت وبزغت وبرزت للرجل بضوئها وحرارتها فما أن شاهدها حتى خلع معطفه مختاراً راضياً...
إن الإكراه والمضايقة توجب المقاومة وتورث النزاع بينما الإقناع والمحاورة يبقيان على الود والألفة ويقودان للتغيير بسهولة ويسر ورضا . إن الإقناع كما هو الحوار لغة الأقوياء وطريقة الأسوياء ؛ وما ألتزمه إنسان أو منهج إلا كان الاحترام والتقدير نصيبه من قبل الأطراف الأخرى بغض النظر عن قبوله .
والقرآن والسنة وهما نبراس المسلمين ودستورهم وفيهما كل خير ونفع قد جاءا بما يعزز الإقناع ويؤكد على أثره ، فآيات المحاجة والتفكر كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها وكالملك الذي حاج إبراهيم عليه السلام في ربه وكمناقشة مؤمن آل فرعون قومه ؛ وأما الأحاديث فمن أشهرها حديث الشاب المستأذن في الزنا ؛ وحديث الرجل الذي رزق بولد أسود ؛ وحديث الأنصار بعد إعطاء المؤلفة قلوبهم وتركهم ؛ كل هذه النصوص مليئة بالدروس والعبر التي تصف الإقناع وفنونه وطرائقه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .

عناصر الإقناع
1- المصدر: ويجب أن تتوافر فيه صفات منها
الثقة: ويحصل عليها من تأريخ المصدر إضافة إلى مدى اهتمامه بمصالح الآخرين .
المصداقية: في الوعود والأخبار والتقييم .
القدرة على استخدام عدة أساليب للإقناع : كلمة، مقالة، منطق، عاطفة ، ...
المستوى العلمي والثقافي والمعرفي .
الالتزام بالمبادئ والقناعات التي يريد إقناع الآخرين بها .
2- الرسالة: لابد أن تكون
واضحة لا غموض فيها بحيث يستطيع جمهور المخاطبين فهمها فهماً متماثلاً .
بروز الهدف منها دون حاجة لعناء البحث عنه .
مرتبة ترتيباً منطقياً مع التأكيد على الأدلة والبراهين .
مناسبة العبارات والجمل حتى لاتسبب إشكالاً أو حرجاً ولكل مقام مقال .
بعيدة عن الجدل واستعداء الآخرين ؛ لأن المحاصر سيقاوم ولا ريب !
3 – المستقبِل: ينبغي مراعاة ما يلي
- الفروق العمرية والبيئية .
- الاختلافات الثقافية والمذهبية .
- المكانة العلمية والمالية والاجتماعية .
- مستوى الثقة بالنفس .
- الانفتاح الذهني .

يعتمد نجاح الإقناع على :

1- القدرة على نقل المبادئ والعلوم والأفكار بإتقان .
2- معرفة أحوال المخاطبين وقيمهم وترتيبها .
3- الجاذبية الشخصية بأركانها الثلاثة : حسن الخلق ، أناقة المظهر ، الثقافة الواسعة .
4- التفاعل الإيجابي الصادق مع الطرف الآخر .
5- التمكن من مهارات الإقناع وآلياته من خلال إمتلاك مهارات الاتصال وإجادة فنون الحوار مع الالتزام بآدابه .
6- التوكل على الله ودعائه مع حسن الظن به سبحانه .

ما يجب عليك فعله قبل الإقناع :
1- الإعداد الكامل فالأنصاف إتلاف للجهد ومضيعة للأوقات .
2- البدء بالأهم أولاً خشية طغيان مالا يهم على المهم .
3- اختيار التوقيت المناسب لك وللطرف الآخر .

ما يجب عليك فعله في أثناء الإقناع :
1- توضيح الفكرة بالقدر الذي يزيل اللبس عنها .
2- المنطقية والتدرج .
3- العناية بحاجات الطرف الآخر .
4- تفعيل أثر المشاعر .

ما يجب عليك فعله بعد الإقناع :
1- دحض الشبهات والرد على الاعتراضات .
2- التأكد من درجة الإقتناع من خلال إخبار الطرف الآخر أو مشاركته في الجواب عن الاعتراضات أو حماسته للعمل المبني على إقتناعه .
3- التفعيل السلوكي المباشر .

قواعد الإقناع
1- أن يكون القيام خالصاً لله سبحانه وتعالى لا يشوبه حظ نفس .
2- الالتجاء لله بطلب العون والتوفيق ووضوح الحق .
3- وجود متطلبات الإقناع الرئيسة وهي :
الاقتناع بالفكرة . وضوحها .
القدرة على إيضاحها . القوة في طرح الفكرة .
توافر الخصال الضرورية في مصدر الإقناع .
4- معرفة شخصية المتلقي وقيمه واحتياجاته مع تحديد ترتيبها . وقد ينبغي عليك تقمص شخصيته لتتعرف على دوافعه ووجهة نظره .كما يجب معرفة حيله وألاعيبه حتى لا تقع في شراكها .
5- حصر مميزات الفكرة التي تدعو إليها مع معرفة مآخذها الحقيقية أو المتوهمة وتحليل المعارضة السلبية المحتملة وإعداد الجواب الشافي عنها . وأعلم أن أسلم طريقة للتغلب على الاعتراض أن تجعله من ضمن حديثك .
6- اختيار الأحوال المناسبة للإقناع : زمانية ومكانية ونفسية وجسدية ؛ مع تحين الفرصة المناسبة لتحقيق ذلك .
7- تحليل الإقناع إلى :
- مقدمات متفق عليها كالحقائق والمسلمات .
- نتائج منطقية مبنية على المقدمات .
8- الابتعاد عن الجدل والتحدي واتهام النوايا ، لأن جعل الطرف الآخر متهماً يلزمه بالدفاع وربما المكابرة والعناد .
9- إذا كنت ستطرح فكرة في محيط ما : فروج لها عند أركان ذلك المحيط قبل البدء بنشرها .
10- تعلم أن تقارن بين حالين ومسلكين لتعزيز فكرتك .
11- حدد مسبقاً متى وكيف تنهي حديثك .
12- لخص الأفكار الأساسية حتى لا تضيع في متاهة الحديث المتشعب .
13- اضبط نفسك حتى لا تستثر ؛ وراقب لغة جسدك حتى لاتخونك .
14- أشعر االطرف المقابل باهتمامك من خلال :
ربط بداية حديثك بنهاية حديثه ما أمكن .
تعزيز جوانب الاتفاق .
إشعره بمحبتك وعذرك إياه .

عوائق الإقناع
1- الاستبداد والتسلط: لأن موافقة الطرف الآخر شكلية تزول بزوال الاستبداد.
2- طبيعة الشخص المقابل : فيصعب إقناع المعتد برأيه وتتعاظم الصعوبة إذا كان المعتد بنفسه جاهلاً جهلاً مركباً .
3- كثرة الأفكار مما يربك الذهن.
4- تذبذب مستوى القناعة أو ضعف أداء الرسالة من قبل المصدر .
5- الاعتقاد الخاطئ بصعوبة التغيير أو استحالته : وهذه نتيجة مبكرة تقضي على كل جهد قبل تمامه .
6- اختفاء ثقافة الإشادة بحق من قبل المصدر تجاه المستقبل .

وقفات مهمة:
1- " ماكان الرفق في شيء إلا زانه " .
2- الصدق في الحديث خلة حميدة يكافئ عليها الصادق حتى لو كان في حديثه ما لا ينبغي ؛ فلا تعارض بين تصحيح الخطأ ومكافأة الصادق .
3- سوف تمتلك مهارة الإقناع بدراية وتمكن من خلال متانة المعرفة وسلامة الممارسة؛ وإذا وجدت الموهبة فخير على خير وإلا فالمقدرة وحدها تفي بالغرض.


الكتابة العلمية الوحدة الرابعة

   أولاً: مواصفات الباحث ذو الاتجاهات العلمية

يتصف الباحث ذو الاتجاهات العلمية بالخصائص التالية:

(1) اتساع الأفق العقلي وتفتح العقلية: تحرر العقل والتفكير من التحيز والجمود، والخرافات والقيود التي تفرض على الشخص أفكاراً خاطئة وأنماطاً غير سليمة من التفكير. والإصغاء إلى آراء الآخرين وتفهُّم هذه الآراء واحترامها حتى لو تعارضت مع آرائه الشخصية أو خالفها تماماً. ورحابة صدر الباحث وتقبُّل النقد الموجه إلى آرائه من الآخرين، والاستعداد لتغيير أو تعديل الفكرة أو الرأي إذا ثبُت خطأها في ضوء ما يستجد من حقائق وأدلة مقنعة وصحيحة، والاعتقاد في نسبية الحقيقة العلمية، وأن الحقائق التي نتوصل إليها في البحث العلمي ليست مطلقة ونهائية.

(2) حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في التعلم: الرغبة في البحث عن إجابات وتفسيرات مقبولة لتساؤلاته عما يحدث أو يوجد حوله من أحداث وأشياء وظواهر مختلفة، والمثابرة والرغبة المستمرة في زيادة معلوماته وخبراته، واستخدام مصادر متعددة لهذا الغرض ومنها الاستفادة من خبرات الآخرين.

(3) البحث وراء المسببات الحقيقية للأحداث والظواهر: الاعتقاد بأن لأي حدث أو ظاهرة مسببات ووجوب دراسة الأحداث والظواهر التي يدركها الباحث من حوله ويبحث عن مسبباتها الحقيقية، وعدم الاعتقاد في الخرافات، وعدم المبالغة في دور الصدفة، وعدم الاعتقاد في ضرورة وجود علاقة سببية بين حدثين معينين لمجرد حدوثهما في نفس الوقت أو حدوث أحدهما بعد الآخر.

(4) توخي الدقة وكفاية الأدلة للوصول إلى القرارات والأحكام: الدقة في جمع الأدلة والملاحظات من مصادر متعددة موثوق بها وعدم التسرع في الوصول إلى القرارات والقفز إلى النتائج ما لم تدعمها الأدلة والملاحظات الكافية. واستخدام معايير الدقة والموضوعية والكفاية في تقدير ما يجمعه من أدلة وملاحظات.

(5) الاعتقاد بأهمية الدور الاجتماعي للعلم والبحث العلمي: الإيمان بدور العلم والبحث العلمي في إيجاد حلول علمية لما تواجه المجتمعات من مشكلات وتحديات في مختلف المجالات التربوية والاقتصادية والصحية .. الخ، والإيمان بأن العلم لا يتعارض مع الأخلاق والقيم الدينية، وتوجيه العلم والبحث العلمي إلى ما يحقق سعادة ورفاهية البشرية في كل مكان.

     ثانياً: أنواع البحوث

هناك أكثر من أساس يمكن أن نبني عليه تقسيم البحوث، من هذه الأسس ما يلي:

(1) تقسيم البحوث اعتماداً على الغرض منها:

أ ـ بحوث نظرية Pure research: وهي البحوث التي تشير إلى النشاط العلمي الذي يكون الغرض الأساسي والمباشر منه الوصول إلى حقائق وقوانين علمية ونظريات محققة. وهو بذلك يسهم في نمو المعرفة العلمية وفي تحقيق فهم أشمل وأعمق لها بصرف النظر عن الاهتمام بالتطبيقات العلمية لهذه المعرفة.

ب ـ بحوث تطبيقية Applied research: وهي البحوث التي تشير إلى النشاط العلمي الذي يكون الغرض الأساسي والمباشر منه تطبيق المعرفة العلمية المتوفرة، أو التوصل إلى معرفة لها قيمتها وفائدتها العملية في حل بعض المشكلات الآنية المُلحّة. وهذا النوع من البحوث له قيمته في حل المشكلات الميدانية وتطوير أساليب العمل وإنتاجيته في المجالات التطبيقية كالتربية والتعليم، والصحة، والزراعة، والصناعة .. الخ.

(2) تقسيم البحوث اعتماداً على الأساليب المستخدمة فيها:

أ ـ بحوث وصفية Descriptive research : تهدف إلى وصف ظواهر أو أحداث معينة وجمع الحقائق والمعلومات عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها كما توجد عليه في الواقع . وفي كثير من الحالات لا تقف البحوث الوصفية عند حد الوصف أو التشخيص الوصفي، وتهتم أيضاً بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الظواهر أو الأحداث التي يتناولها البحث. وذلك في ضوء قيم أو معايير معينة، واقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمكن أن تُتبع للوصول بها إلى الصورة التي ينبغي أن تكون عليه في ضوء هذه المعايير أو القيم. ويُستخدم لجمع البيانات والمعلومات في أنواع البحوث الوصفية أساليب ووسائل متعددة مثل الملاحظة، والمقابلة، والاختبارات، والاستفتاءات .

ب ـ بحوث تاريخية Historical research : لهذه البحوث أيضاً طبيعتها الوصفية فهي تصف وتسجل الأحداث والوقائع التي جرت وتمت في الماضي، ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف والتأريخ لمعرفة الماضي فحسب، وإنما تتضمن تحليلاً وتفسيراً للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث في المستقبل. ويركز البحث التاريخي عادة على التغير والتطور في الأفكار والاتجاهات والممارسات لدى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية المختلفة. ويستخدم الباحث التاريخي نوعين من المصادر للحصول على المادة العلمية وهما المصادر الأولية والثانوية، وهو يبذل أقصى جهده للحصول على هذه المادة من مصادرها الأولية كلما أمكن ذلك.

ج ـ بحوث تجريبية Experimental research: وهي البحوث التي تبحث المشكلات والظواهر على أساس من المنهج التجريبي أو منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة وفرض الفروض والتجربة الدقيقة المضبوطة للتحقق من صحة هذه الفروض. ولعل أهم ما تتميز به البحوث التجريبية على غيرها من أنواع البحوث الوصفية والتاريخية هو كفاية الضبط للمتغيرات والتحكم فيها عن قصد من جانب الباحث.

وتعتبر التجربة العلمية مصدراً رئيسياً للوصول إلى النتائج أو الحلول بالنسبة للمشكلات التي يدرسها البحث التجريبي، ولكن في نفس الوقت تستخدم المصادر الأخرى في الحصول على البيانات والمعلومات التي يحتاج إليها البحث بعد أن يُخضعها الباحث للفحص الدقيق والتحقق من صحتها وموضوعيتها.

      ثالثاً: خطوات كتابة البحث العلمي

تحتاج عملية كتابة البحث العلمي إلى عدد من الخطوات التي يجب اتباعها حتى يكون البحث العلمي بحثاً ناضجاً ومكتملاً، هذه المراحل هي:

(1) اختيار مشكلة البحث العلمي. (2) جمع المعلومات وتدوينها. (3) إنجاز الأعمال الميدانية والمختبرية والمكتبية. (4) إعداد خطة لكتابة البحث العلمي.

وفيما يلي عرض لكل من هذه الخطوات الأربعة.

أولا: اختيار مشكلة البحث العلمي:

تنبع مشكلة البحث من شعور الباحث بحيرة أو غموض تجاه موضوع معين، والمشكلة هي تساؤل يدور في ذهن الباحث حول موضوع غامض ويحتاج إلى تفسير.

ومن الأمور التي تساعد الباحث على اختيار مشكلة البحث ما يلي:

1ـ الاطلاع على المجلات العلمية ذات العلاقة بموضوع الدراسة.

2ـ دراسة الاطروحات (الماجستير والدكتوراه) المقدمة إلى الجامعات.

ولا شك إن عملية تحديد مشكلة البحث العلمي بشكل واضح ودقيق قد لا تكون ممكنة في البداية، حيث لا توجد في ذهن الباحث إلا أفكار عامة وشعور غامض بوجود مشكلة تستحق البحث وبالتالي تتم إعادة صياغة المشكلة مرة بعد أخرى إلى أن يتم تحديدها وتثبيت جوانبها وفصلها عن المواضيع القريبة. ويجب أن تتضمن الصياغة الصحيحة للمشكلة عدة نقاط هي:

1ـ تحديد الموضوع الرئيس الذي وقع عليه اختيار الباحث.

2ـ تحديد النقاط الرئيسة والفرعية التي تشتمل عليها المشكلة.

3ـ تحديد الأهداف والغايات المرجو تحقيقها من البحث.

ثانياً: جمع المعلومات وتدوينها:

(1) جمع المعلومات: بعد أن يتم الباحث جمع ما يتيسر له من بحوث ودراسات عليه أن يبدأ بقراءة القريب جداً إلى موضوع بحثه قراءة مستفيضة وعميقة وتفهم أفكار وآراء المؤلفين، والقراءة بروح نقدية وفاحصة ومدققة، وقراءة أفكار وآراء المؤلفين في مؤلفاتهم وليس في مؤلفات الآخرين.

وأخيراً يتساءل الباحث، هل هذا وقت التوقف عن جمع المعلومات من المصادر؟ ليس هناك جواب سهل أو تلقائي لمثل هذا التساؤل، فإذا شعر الباحث أنه يعود أو يرجع إلى المصادر ذاتها التي رجع أليها ولا يجد جديد في الموضوع، أي أنه يشعر كأنه يدور في حلقة مفرغة، ففي هذه المرحلة عليه أن يقرر التوقف عن جمع المعلومات.

(2) تدوين المعلومات: إثناء قيام الباحث بقراءة المصادر المتعلقة بمشكلة البحث، يتوجب عليه نقل المعلومات والآراء الواردة في هذه المصادر، فمن النصائح التي توجه للباحث إذا وجد فكرة أو موضوعاً يتعلق بمشكلة البحث أن يبادر فوراً إلى تدوينها خشية فقدها أو نسيانها، إذا ما أرجأ التدوين إلى ما بعد، فمن المستحيل على الباحث أن يتذكر جميع ما يقرأ. وعملية النقل أو التدوين تتم على وفق إحدى الطرق الآتية: استخدام بطاقات البحث، الإضبارة (البوكس فايل)، الدفاتر (الكراريس)، استنساخ الموضوعات المهمة، طباعة الموضوعات المهمة وتخزينها في جهاز الكومبيوتر.

ثالثاً: القيام بالأعمال الميدانية والمختبرية والمكتبية:

يتطلب إنجاز البحث العلمي، تبعاً لنوع البحث، القيام بالزيارات الميدانية لمواقع الظاهرة المراد دراستها سواء كانت ظاهر اجتماعية أو طبيعية، كما أن بعض البحوث تحتاج إلى إجراء عدد من التجارب المختبرية. وفي كلا الحالتين، حالة الزيارات الميادنية و التجارب المختبرية، فأننا بحاجة إلى القيام بالأعمال المكتبية التي قد تتمثل بإجراء بعض الحسابات الرياضية والإحصائية وكذلك وضع الرسوم التوضيحية وما شابه ذلك. وغالباً ما يتم الاستعانة بالكومبيوتر لإجراء الأعمال المكتبية هذه.

ولكي نتمكن من القيام بهذه الأعمال (الميدانية والمختبرية والمكتبية) بصورة صحيحة وناجحة فلابد لنا من معرفة بعض المفاهيم الأساسية عن المراحل الواجب اتباعها لغرض الوصول إلى معلومة علمية دقيقة والتي تتمثل بالمراحل الآتية:

(1) مرحلة الملاحظة والتجربة: وهي مرحلة توجيه الباحث فكره نحو المطلوب لمعرفة حقيقته أو تبيان معناه. و (الملاحظة) هي مشاهدة المطلوب في الطبيعة على ما هو عليه. أما (التجربة) فهي مشاهدة المطلوب في ظروف يهيئها الباحث حسبما يريد. وتختلف التجربة عن الملاحظة بعدد من المزايا أهمها ما يلي:

1ـ إن التجربة تدور في نطاق المطلوب فقط بسبب الظروف التي يهيئها الباحث لذلك، بعكس الملاحظة فأنها قد لا يتأتى فيها ذلك.

2ـ بالتجربة يستطيع العلماء أن يوجدوا ظواهر طبيعية ومركبات مادية قد لا توجد في الطبيعة أو لا يمكن مشاهدتها عن طريق الملاحظة، كالمركبات الكيميائية المستخدمة في الطب والصباغة وأدوات الحرب.

3ـ إن التجربة أسرع في الوصول إلى النتيجة من الملاحظة.

4ـ في التجربة يستطيع العلماء تقدير العوامل التي تساعد على وجود الظواهر الطبيعة تقديرا كميا دقيقا فيزيدون فيها أو ينقصون حسبما تتطلبه الوضعية.

(2) مرحلة الفرض: بعد أن ينتهي الباحث من مرحلة الملاحظة والتجربة، وذلك عندما تتوفر لديه الأمثلة الكافية حول المطلوب، ينتقل إلى المرحلة الثانية من البحث وهي مرحلة الفرض. و(الفرض) هو الرأي الذي يضعه الباحث لتفسير أسباب الظاهرة المشاهدة أو آثارها على سبيل التخمين والظن. فالفرض ـ في واقعه ـ تفسير موقت يفترضه الباحث بغية التوصل عن طريق التأكد من صحته إلى القانون أو القاعدة العامة المطلوبة. ولا يعتبر الفرض فرضا علميا إلا إذا توفر على الشروط التالية:

1ـ أن لا يتعارض الفرض مع القوانين العلمية الثابتة.

2ـ أن يكون الفرض قضية قابلة للبرهنة على صحتها أو فسادها.

3ـ أن يكون الفرض قضية قابلة للتطبيق على جميع الجزئيات المشاهدة.

(3) مرحلة القانون: وهي المرحلة الأخيرة التي ينتهي إليها الباحث وذلك بعد أن تثبت لديه صحة الفرض الذي افترضه، وينتقل إلى وضع القاعدة العامة الثابتة والتي تسمى بـ (القانون).

تنبيه: قد تطلق كلمة (نظرية) في العلوم على (الفرض) كما يقال ( نظرية التطور) و ( نظرية الجاذبية). وقد تطلق على (القانون) كما يقال (نظرية العرض والطلب) و (نظرية ارخميدس في الأجسام الطافية). إلا أنه غالباً ما تستعمل كلمة (نظرية) ويراد منها (القانون).

رابعاً: إعداد خطة لكتابة البحث العلمي:

رأينا فيما تقدم أن الباحث عند اختياره للمشكلة العلمية يقوم بإعداد خطة أولية للبحث، وكلما تقدم في دراسته وقراءته للمصادر والمراجع قام بإجراء تغيير جذري أو طفيف في تفاصيل خطته للبحث. لذلك فإن على الباحث عدم الإسراع في وضع خطة بحثه بل عليه أولاً الانصراف التام والكلي إلى قراءة المصادر والمراجع المتعلقة بمشكلة بحثه وسيتضح له بعد مرور فترة قد لا تطول أن مشاريع خطط تتراءى أمامه ولكن النصيحة الجوهرية التي يمكن أن تقدم للباحث هي أن لا يكون مقلداً لخطط بحوث ودراسات أخرى وتقسيماتها، بل على الباحث أن يجد بدأب ليبتكر ويبتدع خطة بحث خاصة به، صحيح أن وضع خطة بحث مبتكرة من الصعوبة بمكان بحيث يبقى الباحث أياماً وليالي يفكر ويفكر في سبيل إعداد خطة بحثه وكلما اتعب واجهد نفسه وعصر فكره أتقن وأجاد في وضع خطة البحث، ولا شك أن وضع الخطة في ذاته عمل أصيل وخلاق ويدل على مدى قابلية وقدرة الباحث وتمكنه من معالجة الموضوع الذي يبحثه وكلما كانت الخطة واضحة ومنطقية ومرتبة كان عمل الباحث مفيداً وناجحاً وموفقاً، وقد صدق من قال: (العمل بلا نظام كالسير في الظلام)، وعلى الباحث أن يوطد نفسه بأن الخطة التي يضعها في بداية عمله إنما هي مشروع خطة وهي قابلة للتحوير والتبديل والتطوير كلما تقدم في دراساته ومطالعاته في مختلف المراجع والمصادر. ومن ابرز شروط الخطة الناجحة ما يلي:

1ـ إن تشتمل على جميع القضايا والمسائل التي تثيرها مشكلة البحث العلمي، فالخطة الموفقة تغطي جميع تلك القضايا والمسائل ولا تترك كل ما يتعلق بها إلا وأدخلتها ضمن أجزاء وتفاصيل الخطة.

2ـ ينبغي أن تكون الخطة مبتكرة وحديثة وغير مقلدة لخطط المؤلفين الآخرين.

3ـ ينبغي أن تكون الخطة متوازنة، إذ على الباحث عند إعداد خطة البحث محاولة إيجاد نوع من التوازن والتناسق بين أجزاء الخطة. هذا التوازن يكون على نوعين هما: التوازن الكمي والتوازن الكيفي. والمقصود بالتوازن الكمي هو أن ما يخصص من الصفحات للباب الأول يفضل أن يكون مقارباً للصفحات المخصصة للباب الثاني وهكذا الحال مع بقية أقسام البحث أو الأطروحة. أما التوازن الكيفي فالمقصود به أن يكون هناك توازن في محتويات أجزاء ومكونات البحث أي توازن في الأبواب والفصول والمباحث من الناحية العلمية، فان ما يحتويه الباب الأول مثلاً، من المعلومات يكون موازياً للمعلومات التي يحتوي عليها الباب الثاني وهكذا الحال بالنسبة للفصول والمباحث والمطالب إذ ليس من المقبول تخصيص الباب الأول لموضوع خطير وتخصيص الباب الثاني لموضوع غير مهم وجانبي.

يتضمن البحث العلمي عادة ثلاث أقسام رئيسة هي المقدمة والمتن والخاتمة، أي أن كل خطة يضعها الباحث يفضل أن تحتوي على هذه الأقسام الثلاث. وفيما يلي إيضاح بسيط لكل منها:

(1) المقدمة: يبدأ البحث بمقدمة أو تمهيد يقوم الباحث فيها بتحديد المشكلة العلمية التي سيعالجها في البحث وإعطاء بعض الأفكار العامة حولها ثم يعلن الباحث عن خطته في البحث موضحاً أسباب اتباع هذه الخطة والدوافع التي دفعته للتركيز على بعض المسائل محدداً المواضيع التي تدخل بالذات داخل إطار موضوعه. وإذا ترك الباحث دراسة بعض المسائل التي قد تبدو أنها قريبة من موضوع بحثه، فعليه توضيح ذلك بشكل مقنع ومبرر للقارئ.

(2) المتن: يقسم متن البحث إلى أقسام وفروع مختلفة اعتماداً على طبيعة البحث والغرض منه، فهو قد يقسم إلى أبواب أو فصول أو مباحث، ويتوجب اختيار عنوان مناسب لكل باب أو فصل أو مبحث معبر عما يحتويه وعدم نسيان هيمنة وسيطرة الفكرة الرئيسية للمشكلة العلمية على جميع أقسام الأطروحة أو البحث أو أجزائه.

(3) الخاتمة: ينتهي البحث بخاتمة تخصص لا عطاء فكرة جوهرية بشكل مركز عن المشكلة العلمية التي عالجها الباحث مع إبراز أهم الملاحظات التي أبداها ضمن البحث والنتائج التي انتهى أليها ويفضل تثبيت الاقتراحات التي تقدم بها الباحث في ثنايا البحث وخاصة التي تحتوي على اقتراحات أو أفكار ومبادئ جديدة يطرحها الباحث.

ملاحظات حول أسلوب كتابة البحث العلمي:

من ابرز النقاط التي ينبغي على الباحث الانتباه أليها أثناء كتابة البحث ما يلي:

(1) قراءة جميع ما نقله من معلومات وآراء من المصادر والمراجع في البطاقات أو الأضابير أو الدفاتر قراءة ممعنة ومتأنية فاحصة وناقدة وهضم تلك المعلومات والأفكار بحيث يستطيع التعبير عنها بأسلوبه الخاص.

(2) ينبغي الالتفات إلى أنه يتطلب الأمر من الباحث غالباً إبعاد كثير من المعلومات التي سبق أن نقلها في مرحلة متقدمة من إعداد البحث وذلك لعدم علاقتها بمواضيع البحث من قريب أو بعيد ولا حاجة للأسف على الوقت الذي صرفه الباحث في الحصول على تلك المعلومات لأنها مفيدة بوصفها ثقافة عامة.

(3) من الضروري أن تبرز شخصية الباحث من خلال الأسطر ومن بين ثنايا الصفحات، بالآراء التي يدعو أليها والأفكار التي يطرحها والمقترحات التي يتقدم بها. فيجب أن يكون الباحث مؤثراً في الموضوع ومتأثراً به ولا يجوز أن يكون مقلداً للآخرين في أفكاره وآرائهم على الدوام.

(4) عند أيراد الباحث رأياً جديداً فعليه تدعيم هذا الرأي وتعزيزه بالحجج المقنعة والمنطقية على أن يبدأ بأبسط الأدلة ومن ثم الانتقال نحو الأقوى من الأدلة.

(5) عند انتقاد الباحث للآخرين من الباحثين والكتاب عليه أن يلتزم أصول وقواعد البحث العلمي بحيث يكون الانتقاد موضوعياً وبأسلوب مهذب ودون تجريح أو تقليل من شأن الآخرين أو غبن حقوقهم.

(6) التكرار هو من العيوب الشكلية المعروفة في بعض البحوث ومفاده أيراد معلومة ما مرتين أو اكثر، والتكرار دليل على عدم اكتمال أو دقة خطة البحث. وإذا كان ثمة ضرورة علمية تتطلب تكرار معلومة ما فالدقة العلمية تتطلب اختيار أحد مكاني التكرار للعرض الكامل أما المكان الآخر فيكتفي بالإشارة السريعة إلى مكان تناول الموضوع مع ذكر رقم الصفحة أو الفصل.

(7) إذا كان من الضروري الاستشهاد برأي أو فكرة تعود لمؤلف أو باحث فيقتضي الأمر ذكرها حرفياً مع وضعها داخل الأقواس.

شروط الاقتباس من المصادر:

 فيما يتعلق بالاقتباس من المصادر فان هناك عدد من النقاط التي يجب الالتفات إليها أثناء كتابة البحث وهي:

(1) ينبغي الالتفات إلى ضرورة توخي الانسجام بين ما اقتبس وما سبقه وما يليه بحيث لا يبدوا المقتبس متنافراً أو نشازاً مع ما قبله وما بعده.

(2) عدم الإكثار من الاقتباس نصيحة مهمة على الباحث التمسك بها بحيث لا تضيع شخصيته بين الاقتباسات وآراء الآخرين.

(3) الاقتباس الحرفي يوضع بين قوسين لتميزه عن بقية عبارات الباحث.

(4) من المفضل أن لا يتجاوز الاقتباس الحرفي ستة اسطر فإذا تجاوز هذا الحد فمن المستحسن صياغة المقتبس بأسلوب الباحث مع الإشارة إلى المصدر حسب الأصول.

(5) في حالة الاقتباس وقيام الباحث بحذف بعض العبارات، عليه أن يضع مكان الكلام المحذوف ثلاث نقاط وإذا حذفت من الاقتباس فقرة كاملة يوضع مكانها سطر منقط وإذا أراد الباحث أن يصحح كلاماً مقتبساً أو يضيف أليه كلمة، فيمكنه أجراء ذلك بوضع التصحيح أو الإضافة إذا كان لا يتجاوز سطراً واحداً بين قوسين.

إتقان اللغة ووضوح العبارة:

لا شك أن من أهم الشروط التي يتوجب توفرها في الباحث العلمي إتقان اللغة التي يكتب فيها بحثه إذ لا يمكنه التعبير عن أفكاره وآرائه وعما يعنيه إلا إذا أتقن اللغة التي يحرر بها البحث العلمي، لذلك من الضروري معرفة الباحث لقواعد وأصول اللغة التي يكتب فيها بحثه ليكون دقيقاً في التعبير عن آرائه وحتى في نقل أفكار الآخرين وفهمها.

وإتقان اللغة لا يأتي دون تخطيط ودون بذل جهد وتعب، فهو يحتاج إلى مدة طويلة ومران وممارسة ومطالعة الكتب المعروفة بدقة تعبيرها وسلامتها اللغوية.

ويشترط في الباحث أن يكون واضحاً في عباراته ودقيقاً في استعمال المصطلحات والتعابير والكلمات التي لها معنى محدد، ومحاولة التوفيق بين الإسهاب والإيجاز بحيث لا يطنب الباحث في معالجة أمور واضحة ليست بحاجة إلى شرح وتفصيل وكذلك عدم الاقتضاب في أمور تستدعي الإيضاح والشرح المفيد، مع اجتناب استعمال تعابير غامضة ومبهمة بل يفضل الكتابة بتعابير واضحة وسلسة ومفهومة من قبل القارئ المتوسط الثقافة.

وكلما كان أسلوب الباحث سليماً ومتيناً ورصيناً لا تشوبه الأخطاء اللغوية والنحوية معبراً بشكل واضح عن آراء وأفكار الباحث كان مقبولاً من القارئ. ويتوجب تجنب الأسلوب المتكلف والتهكمي وعبارات السخرية والمبالغة في وصف الأشخاص والآراء.

ويفضل أن يتجنب الباحث استعمال ضمائر المتكلم بكل أنواعه، إذ ليس من المحبذ قول الباحث (أنا، وأرى، ورأيي) والأفضل استعمال (ولا نميل، ويبدو أنه، ويتضح مما تقدم، ولوحظ أنه) أو أي تعبير آخر يوحي بالتواضع العلمي والأدب الجم، فليس من المرغوب فيه بروز الباحث وهو معجب بنفسه بشكل مثير للتقزز.

الوحدة الثالثة القراءة التحليلية الناقدة

عناصر الفعل القرائي
:
1- الكاتب: قدرته, مهاراته, الكاتب يرغم القارئ ويحفزه و هو مصدر العمل القرائي برمته.

2- القارئ : ثقافته و وعيه و خبراته, مهما كان الكاتب جيدا والقارئ لا يقدر فإن التحليل ضعيف و العكس صحيح لو كان القارئ جيدا لكتابة ضعيفة.

3- ظروف النص القرائي:
كلما كانت ظروف القراءة متشابهة بين الكاتب والقارئ كان التحليل و التأثر عميقا, قصيدة وطنية قد لا يلقي لها الشعب بالا لكن إن مسّتهم ظروف وطنية صار تحليلها و الشعور بها أعمق.
وقس على ذلك : قصيدة الرثاء لمن ذاق مرارة فقد, وقصيدة فكر و غربة أو غزل او حكمة لمن يعيش ظروفا مشابهة , فتحليل النص من شخص بعيد عن الظرف غالبا يأتي أقل ممن ظروفه مواتية للنص.
4- اللغة: وهي ثلاثة أقسام :لغة المجال: البعيد عن الرياضيات لن يفهم كتابا فيها وكذلك البعيد عن الشعر الجاهلي, ولغة الكاتب: الكاتب الذي يعتمد لغة يتعب القارئ إن لم يتمكن منها, لغة المعجم : مثل الشعر الجاهلي أو الكتابة بلغة أخرى أو لهجة عامية, كل خلل في اللغة يعطل عملية التحليل ..
5- النص: نوعه : من لا يعرف مبادئ الشعر أو طريقة الرواية أو بناء المقال العلمي أو الخطاب الرسمي لا يستطيع تحليله جيدا, محتواه : الغموض والوضوح أو الحقيقة والخيال, تنظيمه: حوار أو سرد أو تعداد أو سؤال و جواب ...إلخ
كل هذا يساهم في نجاح إو إخفاق عملية التحليل ..

القراءة

ترجمة الرموز المكتوبة إلى كلمات منطوقة. والربط بين الرمز المكتوب ومدلوله أي: معناه الذهبي

وهي بهذا المفهوم عملية مركبة تشترك فيها العين وهي وسيلة التفرقه بين رمز مكتوب وأخر

- واللسان وهي أداة النطق  - والعقل وهو أداة إدراك المعاني .



                                   تطور مفهوم القراءة

كان مفهوم القراءة محصورا في العملية الآلية: إدراك الرمز المكتوب والنطق به ، وكانت القراءة غاية في ذاتها بمعنى أن الإنسان يتعلم ليقرأ  ،،،، ولكن المفهوم التقليدي تطور وأصبحت القراءة وسيلة لا غاية بمعنى أن الإنسان  يقرأ ليتعلم .

 وفرق هائل بين المفهومين حيث أصبحت القراءة بالمفهوم الحديث مفتاح للعلوم المختلفة فالإنسان يقرأ ليتعلم ويتفاعل مع المقروء ويتأثر به فمثلا سائق السارة الذي يقرأ لافته مكتوب عليها ممنوع الوقوف ثم يقف متجاهلا .........لم يتأثر ولم يتفاعل مع ماقرأه بالإستجابة...

                               الغرض من القراءة

1-   جودة النطق وحسن الأداة وتمثيل المعنى .

2-   التدريب على السرعة والانتقال وفهم المقروء والوقوف عند تمام المعنى.

3-   تنمية الثروة اللغوية وزيادة حصيلة الفرد من مفردات اللغة وأساليبها

4-   تكوين اتجاهات مفيدة نحو الميل إلى القراءة والإقبال عليها وحب الكتابة وملازمة الكتاب واقتنائه

5-   فهم المقروء والتعبير عنه .

                      أغراض أخرى للقراءة :

- قراءة لمعرفة رأي .

- قراءة التثقيف والاستزادة .

- قراءة الاستعداد والتهيؤ لبرنامج أو مقا بلة جمهور .

- قراءة لمعرفة وسائل حل المشكلات قبل إعداد الدروس.

- قراءة جمع البراهين والحقائق لموضوع ما .

                                 

                               مستويات القراءة

تمر القراءة في مستوايات مختلفة حسب هدف القارئ ومهارته وقد قسم < gray  >هذه المستوايات الثلاثه أطلق عليها :

قراءة السطور –  قراءة مابين السطور –  قراءة ما وراء السطور.

 وأطلق عليها أخرون : المستوى الحرفي – المستوى التفسيري – المستوى التطبيقي .

              فالنوع الأول: معرفة المكتوب في النص.

              والنوع الثاني: عندما نفسر أو نشرح أو نحلل النص أو نستخلص نتائج أو تفسير سلوك أو تحليل شخصيات.

             والنوع الثالث: عند تقييم المقروء أو نقده أو استخدامه في حل مشكلة خارجية وتوظيفه في كتابة خبر أو قصة أو عمل إبداعي.

وهناك تسميات منها :

                       الحرفية

                       التفسيرية

                       الإبداعية

                       الناقدة





فماذا قال / حرفيه .

وماذا قصد / تفسيريه .
وكيف تحل مشكلة بالرجوع إلى ما قرأت ، وماذا تقترح أو تفعل لو كنت مكانه / إبداعيه .

و ما موقفك ورأيك و حكمك عليه / ناقدة .

                         

                                  مراحل القراءة

القراءة التمهيدية :للتعرف على المحتوى ومنهج المؤلف

القراءة المركزة : توخي الأفكار الاساسية والمعاني الجوهرية بوضع خط تحتها  لترتيب هذه الأفكار وتنسيقها في حالة استدعائها – مراجعة واستعادة المعلومات -  العودة للكتاب للتأكد من سلامة ما حصله القارئ وتلافي الخطأ والنسيان

                           

                               أنواع القراءة

القراءة من حيث طريقة أدائها تنقسم الى قسمين أساسيين هما:

1ـ القراءة الصامته

2ـ القراءة الجهرية

فالصامته ،،استقبال الرموز المطبوعة وإعطاؤها معناها المتكامل في حدود خبرات القارئ السابقة ، وتكوين خبرات جديدة دون استخدام أعضاء جهاز النطق،،.

ولها خصائص ومزاياها من عدة نواحي تميزها عن الجهرية ومنها:

اـ   تعطي القارئ حرية شخصية وانطلاقا بلا حدود

ب ـ تساعده على الفهم والتركيزلأن؛الذهن متفرغ للفهم متخفف من أعباء النطق.

ج ـ تناسب الأفراد الخجولين ومن عندهم عيوب في النطق.

دـ توفر الجهد والوقت.

هـ ـتستخدم في أماكن تجمع الناس دون ضوضاء كالمحافل والمكتبات والنوادي ووسائل المواصلات والمساجد .

ح ـ تمثل أساس حفظ الأسرار والأنظمة والععقود.

وفي الجهرية يتم التقاط الرموزالمكتوبة وترجمتها إلى معانيها المختزنه وتكوين فهم جديد أساسه النطق السليم القائم على وضوح الصوت . فهي أصعب من الصامته لأنها؛ تتضمن مهارات عدة ،ومن خصائصها:

ا ـ تعتبر أداة هامة في عملية التعليم والتعلم

ب ـ أحسن وسيلة لإتقان النطق وإجادة الأداء وتمثيل المعنى. فتكشف عن نوعية الأساليب التي لاتدرك مراميها إلا بالقراءة الجهرية كالتعجب والإنكار والزجر والدعاء وغيرها.

ج ـ علاج للخجولين والخائفين لأنها تشعره بالثقة في نفسه، فيتخطى حواجز الخوف والتردد .

               

                              أنواع القراءة من حيث غرض القارئ



1-   القراءة السريعة - مجالاتها :قراءة الفهارس - أو البحث عن اسم في دليل أو كشف – أو قوائم الكتب – أو بعض معاني الكلمات في المعاجم – أو معلومة في كتب علمية .

2-   القراءة المتأنية : وتكون بقراءة كتاب أو أكثر لجمع معلومات محدده لموضوع معين أو إجابة عن أسئلة  وتتطلب التركيز في مواقف الاستيعاب والسرعة في بعض المواقف وهي مهمة للحياة

3-   القراءة التحليلية : نحتاجها لفحص موضوع بعمق وتأمل ، وتتطلب الترتيب والأناة للفهم جملة وتفصيلاً

4-   القراءة الناقدة : وهي قراءة تتبع الموضوع وإخضاعه للخبرة الشخصية " التغذية الراجعة " وتحديد الإيجابيات والسلبيات أو القوة والضعف في الحكم عليها.

                         

                               مهارات القراءة العامة خمس

1ـ فهم المادة المقروءة : تزويده بالمعلومات والمعارف الأساسية ويحتاج القارئ إلى افتراض أسئلة محددة الإجابة أو القدرة عل الاستنباط والقدرة على التميز من الخطأ والصواب واستحضار الفكرة بعدد من الطرق – ويمكن قياس هذه المهارة باستنطاق القارئ حول العناصر الرئيسية والتمييز لما هو أساسي وهامشي وسؤال القارئ عن الكلمات التي تعطي معنى مضاد أو كلمات تعطي معنى مرادف . وعقد مقارنة بطلب الكشف عن الوحدة والتنوع أو التناقض بين الأفكار .

2ـ تنظيم المادة المقروءة : وذلك باكتشاف الفكرة الرئيسية وأجزائها ابتداء من الفقرة والموضوع . وملاحظة العلاقات بين أجزاء النص وترتيب الأفكار وتسلسلها في جدول منظم يزوده بالقدرة على التخليص .                                            

   ومن الوسائل التي تنمي هذه المهارة : عمل تخطيط هيكلي للموضوع يتضمن الكلمات الأساسية في الفقرة والعبارات الدالة على صلب الموضوع وتكوين أسئلة ووضع عناوين للفقرات بالتسلسل المنظم وتخليص المقروء وفيه العنوان والموضوعات الأساسية والعناوين الفرعية .

3ـ اختيار موضوع القراءة وتقويمها : أن يكون لدى القارئ ثقافة تمكنه من تحديد المادة الصالحة للقراءة بما يتفق مع ميوله وحاجاتها وأما القدرة على التقويم فتكمن وراء مهارة يقضة  تعينه على معرفة الحقائق الموضوعية والآراء الشخصية ووزن الأدلة ومدى صلاحيتها والتمحيص وتمييز الغث من السمين والتأكد من صحة المعلومات والموازنة بينها عند عدد من الكتاب في الموضوع ذاته

4ـ القدرة على البحث و تعيين مصادر المعلومات : وفيه لابد من الإلمام بعنوان الكتاب ومقدمته وفهارسه وفصوله وملحقاته وجداوله وهوامشه وفق منهج يعين القارئ على سرعة الوصول على المعلومة وهذا يتطلب الاطلاع على أساليب المؤلفين في الفهرسة وطرق الرجوع إلى المعاجم والموسوعات واستخدام بطاقات المكتبة وترتيب المادة العلمية وسبل توثيقها مع فهم العلاقات الإرشادية الواردة كالأقواس .

5ـ الحفظ والاستذكار : ويتحقق هدفه من الربط في المواد المراد استذكارها وحفظها بحيث تستحضر بطرق التداعي المنظم ويمكن عمل ملخصات ومذكرات .

ولكي ندرب القارئ على ذلك نساعده على طريق تحديد الأفكار الأساسية وترتيبها ووضعها بالتسلسل ويمكن تجزأتها إذا كان الموضوع طويلا ثم تدريبه على الحفظ بالتدرج أو وضعه في إطار قصصي مشوق .

الوحدة الثانية قضايا املائية

كتابة الألف اللينة المتطرفة :
عرفت أن الألف اللينة ( ا ـ ى ) سميت كذلك قياساً إلى الألف اليابسة ـ الهمزة ـ التي هي أول الحروف الهجائية , وهي ألف لا تكون إلا ساكنة ـ أي أنها لا تقبل الحركة ـ ولا تقع في أول الكلمة .
 إما أن تكون آخر فعل : دعا , رمى .
والألف اللينة المتطرفة
  وإما أن تكون آخر اسم أعجمي , فرنسا , موسيقا .


وإما أن تكون آخر حرف : على ، لولا .
وإما أن تكون آخر اسم مبني : أنا , مهما .
وإما أن تكون آخر اسم مُعرب : عصا , فتى .

 وُتكتب الألف اللينة المتطرفة أحياناً بصورة ألف (ا) قائمة مثل عصا , حيفا , وأحياناً تُكتب بصورة الياء المهملة (ى) مثل فتى , سلوى , وهي في الحالتين تُسمى الفاً مقصورة . والأصل في التفريق بينهما أن ما كان أصله واواً كتب ألفاً مثل عصا , قفا .
وأن ما كان أصله ياء  كتب بصورة الياء , مثل : فتى , هوى .
 الألف المقصورة المتطرفة :
وهكذا فإن للألف المقصورة المتطرفة صورتان : ألف قائمة (ا) وألف بصورة الياء المهملة (ى) .

أولاً : تكتب ألفاً مقصورة قائمة (ا) :
1. في الأسماء الأعجمية , مثل : حيفا , فرنسا , زليخا , أمريكا , ما عدا أربعة أسماء , هي : موسى , عيسى , كسرى, بخارى , فتكتب ألفها ألفاً مقصورة .
2. في جميع الأسماء الأعجمية مثل : بريطانيا , إسبانيا , فرنسا , إيطاليا , أندونيسيا , ومثل الأعلام الأعجمية القديمة : دارا , زليخا , بنها , شبرا .
3. في الأسماء الثلاثية , وتكون الألف منقلبة عن واو , مثل : الرِّبا , الرُّبا , الرّضا , العُلا , العِِدا .
4. في كل فعل ثلاثي ألفه منقلبة عن واو نحو : دنا , سما , صحا , علا , غزا .
5. إذا كانت آخر فعل ثلاثي , وكانت منقلبة عن واو , مثل : بدا ـ مضارعه يبدو , تلا ـ يتلو , دنا ـ يدنو , سما ـ يسمو , صحا ـ يصحو , غزا ـ يغزو , علا ـ يعلو , كسا ـ يكسو.

   تضاف في كل فعل زائد على ثلاثة سبقت ألفه بياء نحو :
     أعيا , تزيّا , استحيا , خطايا , دنيا , ثُريا , وصايا .
   تضاف في كثير من الحروف نحو : لا , كلاّ , هلاّ , ما , لولا , خلا , عدا , حاشا .
   تضاف في بعض الأسماء المبنية كالضمائر وأسماء الاستفهام نحو : أنا , ماذا , حيثما , هذا , مهما.

ثانياً : تكتب الفاً مقصورة ( ياء مهملة ى ) :
1. في الأسماء الثلاثية , وهي منقبلة عن ياء , مثل :  نوى ـ مضارعه ينوي , سُرى ـ يَسْري .
2. في اسم أحرفه أكثر من ثلاثة , وليس قبل الألف ياء , مثل :
بشرى , مصطفى , ليلى , سلوى , القهقرى , مستشفى , الهوينى .
3. إذا كانت آخر فعل ثلاثي , وكانت منقلبة عن ياء , مثل :
أتى مضارعه يأتي , بكى ـ يبكي , سقى ـ يسقي , شوى ـ يشوي .
4. أو كانت آخر فعل أحرفه أكثر من ثلاثة , وليس قبل الألف ياء , مثل :
أبدى , أجلى , أعطى , التقى , امتطى , توانى , تلاقى .

  في خمسة أسماء مبنية وهي : لدى , أنّى , متى , أولى , الألى

بسم الله الرحمن الرحيم

حذف و زيادة الحروف في اللغة العربية.

أولاً:مواضع حذف همزة (ابن)و(ابنة) وإثباتها:

حالات الإثبات:
_ إذا لم يسبقها علم .
مثال> ابن عمه – ابنة عمه.

_ إذا كانت في أول السطر.
مثال>ابن عبد العزيز.

_ إذا وقعت بعد أكثر من علم.
مثال>محمد وخالد ابنا علي.

_ إذا وقعت بين اسمين ليسا علمين.
مثال>الشاعر ابن الشاعر.

حالات الحذف:
_ إذا وقعت بين علمين الثاني أب للأول .
مثال>عمر بن الخطاب.

_ إذا وقعت بعد همزة الاستفهام.
مثال>أبن المجتهد حضر؟

_ إذا وقعت بعد يا النداء.
مثال>يا بن صديقي.


ثانياً: مواضع حذف همزة الوصل من (اسم):
_ تحذف همزة (اسم) إذا جرت بالباء,ووقع بعدها لفظ الجلالة (الله):
مثال>بسم الله الرحمن الرحيم.
تنبيه
" في غير هذا الموضع تثبت الهمزة مثل باسمي وباسم زملائي أرحب بكم"

_ تحذف الهمزة من (اسم) إذا دخلت عليها همزة الاستفهام:
مثال>أسمك أنس؟

ثالثاً: مواضع حذف همزة الوصل وحذف الألف و(أل):
_تحذف همزة الوصل من(أل) المتصلة بكلمة إذا سبقتها لام.
مثال>للتمر فوائد كثيرة.

_ وتحذف ألف الوصل إذا سبقتها همزة الاستفهام.
مثال>أجتمعت مع المدير؟

_ تحذف الألف من الإعداد.
مثال>مئة- مئتان- ثلاث مئه إلي تسع مئه.
_ تحذف الألف من لكنْ ,لكنَ.
للتوضيح> أصلها: لاكن حذفت الألف >لكنْ.


_ تحذف من أسماء الاشاره.
مثال> هذه أصلها (هـ+ ا+ذ+ه).
هكذا أصلها (هـ+ا+ك+ذ+ا).

_ تحذف (أل) كاملة إذا وقعت بين لامين.
مثال> للبن أصلها(ل+أل+لبن).



خامساً: مواضع زيادة الألف والواو:

_ تزاد الألف في أخر الفعل الماضي المتصل بواو الجماعة.
مثال> قاموا.
كتبوا.
_ تزاد الألف في أخر الفعل المضارع المنصوب المتصل بواو الجماعة.
مثال>لن يكتبوا.

_ تزاد الألف في أخر الفعل المضارع المجزوم المتصل بواو الجماعة.
مثال>لم يهملوا.
تنبيه
" سميت بالألف الفارقة كونها تفرق بين واو الجماعة والواوين الأصلية التي في الأعراب"
_ تزاد الواو في كلمة عمرو ؛ للتفريق بينها وبين عُمر الممنوعة من الصرف ,وهذه الواو لا تضبط بالشكل ,إنما الضبط يكون للراء.
مثال>عمرو بن العاص.

سادساً: حذف الواو من كلمة(عمرو) في حالات هي:
_ إذا نونت تنوين نصب.
مثال>رأيت عَمرًا.

_في النسبة إلى عمرو.
مثال>عمري.

_ إذا كانت مضافة.
مثال>جاء عمرك.

_ إذا صُغرت .
مثال>جاء عُمير.


همزتا القطع (الفصل ) والوصل .
همزة الفصل (القطع ): وهي التي تثبت في بدء الكلام ودرْجِهِ , أي عند وصله بما قبله , وهي همزة يُنطقُ بها دائماً , وتُكتب فوق الألف إذا جاءت مفتوحةً أو مضمومة , وتكتب تحت الألف إذا كانت مكسورة .
أوفَدَ  , أُخِذَ  , إقبال .
أقبل يا رجل , ويا رجل أقبل .

همزة الوصل : وهي التي يُنطقُ بها في بَدء الكلام ويسقط النقط بها في درْجِهِ , وتكتب ألفها مجرّدة من الهمزة (ء) في بدء الكلام وفي دَرجِهِ مثل :
انتشر ـ فانتشر.
ادخل يا رجل  ـ يا رجل ادخل .
الطيّرُ يغني  .

همزة القطع ( الفصل )
تقع همزة القطع ( الفصل ) في مواضع عديدة منها :
ـ الضمائر : أنا , أنتم , أنتنَّ .
ـ الأحرف : إلاّ , أنْ , إلى .
ـ الأسماء الثلاثية : أمل , أخت , أب .
ـ وفي الأفعال المضارعة المسندة إلى ضمير المتكلم المفرد :  أَدرُس , أكتبُ , أشربُ .
ـ وفي الماضي الثلاثي ومصدره نحو : أَكَلَ , أخذَ , أكلاً , أخذاً .
ـ وفي الماضي الرباعي ومصدره نحو : أقَبَلَ , أدبر , إقبال , أقبِل .

همزة الوصل :
وتقع همزة الوصل في مواضع عديدة , منها :
ـ الاسم المحلّى بأداة التعريف (الـ ) : الرجل , المرأة , المدرسة .
ـ أمر الثلاثي مثل : ادخل , اجلس , العب .
ـ ماضي الخماسي وأمره ومصدره : اعتَرَفَ اعتراف .
ـ ماضي السداسي وأمره ومصدره :استغفر , استغفار

تابع الوحدة الاولى الاساليب النحوية

أسلوب التعجب



تعريفه :

        تعبير كلامي يدل على الدهشة والاستغراب ، عن الشعور الداخلي للإنسان عند انفعاله حين يستعظم أمرا نادرا ، أو صفة في شيء ما قد خفي سببها .

نحو : ما أعظم التضحية ، وأعظم بالفضيلة .

      وما أجمل السماء ، وأجمل بالسماء .

ومنه قوله تعالى : { فما أصبرهم على النار }1 .

وقول الشاعر :

      فما أكثر الإخوان حين تعدهم     ولكنهم في النائبات قليل

أنواع الأساليب التعجبية :

      للتعجب صيغ كثيرة منها السماعي ، ومنها القياسي :

أولا ـ أساليب التعجب السماعية :

       هي الأساليب التي وضعت في الأصل لغير التعجب ، والتي لا وزن ، أو قاعدة قياسية لها ، ولكنها تدل عليه بالاستعمال المجازي ، ولا علاقة لها أصلا به ، وألفاظها لا تدل عليه صراحة ، وإنما دلت عليه دلالة عارضة عن طريق النطق بها مجازا .

ومن تلك الأساليب الآتي :

1 ـ استعمال المصدر " سبحان " مضافا إلى لفظ الجلالة لإظهار التعجب والدهشة .

نحو : سبحان الله .

فسبحان الله بلفظها ومعناها وضعت أصلا للدعاء والعبادة ، تم استخدمت في التعجب على غير الأصل .

ومنه قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " سبحان الله ! !

إن المؤمن لا ينجس حيا ، ولا ميتا " .

ومنه قولهم : لله دره فارسا . أو : لله دره من فارس .

ـــــــــــــــ

1 ـ 175 البقرة .



ومنه قول عمرو بن العاص عن عمر بن الخطاب :

" لله در ابن حنتمة أيَّ رجل كان ! ! " .

2 ـ ما ورد عن العرب قولهم : " لله أنت من رجل " .

فالنسبة المخاطب لله لا تدل على التعجب ، ولكن لورود هذا الأسلوب غالبا في مواقف الإعجاب والدهشة أفاد معنى التعجب .

3 ـ الاستفهام الذي تضمن معنى التعجب .

نحو قوله تعالى : { كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم }1 .

فكلمة " كيف " بلفظها ومعناها تفيد في الأصل الاستفهام ، ولكنها في هذا المقام دلت على التعجب دلالة عارضة على سبيل المجاز .

4 ـ استعمال صيغة النداء " وهو ما يعرف بالنداء التعجبي " :

كقول الشاعر :

      فيالك من ليل كأن نجومه      بكل مغار الفتل شدت بيذبل

5 ـ استعمال اسم فعل الأمر . كقول الشاعر :

       واها لسلمى ثم واها واها ! !



ثانيا ـ صيغ التعجب القياسية :

        ويقصد بصيغ التعجب القياسية : تلك الصيغ التي وضعها الصرفيون لتدل بلفظها ومعناها على التعجب والدهشة ، وهما صيغتان :

1 ـ ما أفعله . نحو : ما أكرم العرب ، وما أعظم الإسلام .

2 ـ أفعل به . نحو : أكرم بالعرب ، وأعظم بالإسلام .



تركيب صيغ التعجب :

ما أفعله : تتركب هذه الصيغة من مكونات ثلاثة هي :

ما التعجبية ، وفعل التعجب ، والمتعجب منه .

ــــــــــــ

1 ـ 28 البقرة .

أ ـ ما : نكرة تامة بمعنى " شيء " ، ولكنه شيء عظيم ، فهي في قوة الموصوفة ، لذلك صح الابتداء بها .

ب ـ فعل التعجب : فعل ماض جامد لا يتصرف ، مثله مثل بقية الأفعال الجامدة " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " ، وغيرها .

فإذا دخلت عليه نون الوقاية تقول : ما أكرمني ، وما أحوجني إلى المساعدة .

وما أفقرني إلى عفو الله . وما إلى ذلك .

وفيه ضمير يعود على " ما " التي هي أداة التعجب ، والجملة كلها بعد " ما " في محل رفع خبر .

ج ـ المتعجب منه : وهو الاسم المنصوب الواقع مفعولا به بعد فعل التعجب .

نحو : ما أعذب الشعر . وما أروعه . وما أجبن العدو ، وما أقبح النفاق .

فالشعر ، وضمير هاء الغائب ، والعدو ، والنفاق كلها ألفاظ متعجب منها ، وقد جاء مكملة للجملة الفعلية ، وحكمها النصب دائما على أنها مفاعيل بها .

أفعل به : وتتكون هذه الصيغة أيضا من مكونات ثلاثة هي :

فعل التعجب ، والباء ، والمتعجب منه .

أ ـ فعل التعجب : هو فعل ماض مبني على السكون ، جاء على صيغة الأمر .

ومن خلال التعريف السابق يلاحظ أن لفعل التعجب " أفعل " صورتين هما :

1 ـ أن يعرب هو نفسه على أنه فعل أمر مبني على السكون .

2 ـ أن يعرب ما بعده على تقدير أنه فعل ماض .

ب ـ الباء : حرف جر زائد ، والاسم المتصل بها مجرور لفظا مرفوع محلا على لأنه فاعل .

ج ـ المتعجب من : وهو الاسم المتصل بحرف الجر الزائد لذلك يعرب مجرورا لفظا ، مرفوعا على المحل لأنه فاعل لفعل التعجب باعتباره فعلا ماضيا .

ويقال إن الهمزة في الأفعال الماضية تقديرا للصيرورة ، فإذا قلنا :

أعذبْ بالقرآن أدبا وتهذيبا . كان أصلها تقديرا :

أعذبَ القرانُ أدبا وتهذيبا . ومعناها : صار القرآن ذا عذب أدبا وتهذيبا .

ونحو : أجملْ بالطبيعة ماءً وخضرة . كان أصلها : أجملَ الطبيعةُ ماءً وخضرة .

ومعناها : صارت الطبيعة ذا جمالٍ ماءً وخضرة .



شروط التعجب بصيغتي ما أفعله ، وأفعل به .

أولا ـ يتم التعجب من الفعل مباشرة بالشروط الآتية :

1 ـ إذا كان الفعل ثلاثيا ، مثل جَمُلَ ، وكرم ، وحسن ، وطيب ، وضرب ، وكفر .

2 ـ أن يكون تاما غير ناقص ، فلا يكون من أخوات كان ، أو كاد ، أو ما يقوم  مقامها .

3 ـ مثبتا غير منفي ، فلا يكون مثل : ما علم ، ولا ينسى ، ولا يخشى ، ولم يفعل .

4 ـ أن يكون مبنيا للمعلوم .

5 ـ أن يكون تام التصرف ، غير جامد ، فلا يكون مثل : نعم وبئس ، وليس ، وعسى ونحوها .

6 ـ قابلا للتفاوت ، أي : أن يصح الفعل للمفاضلة بالزيادة والنقصان ، فلا يكون مثل : مات ، وغرق ، وعمى ، وفني ، ونظائرها .

7 ـ ألا يكون الوصف منه على وزن " أفعل فعلاء " ، مثل : عرج ، وعور ، وحمر ، وكتع ، وخضر ، فالوصف من الألفاظ السابقة على وزن أفعل ومؤنثه فعلاء فنقول : أعرج عرجاء ، وأعور عوراء ، وأحمر حمراء ، وأكتع كتعاء ، وأخضر خضراء .

فإذا استوفى الفعل الشروط السابقة تعجبنا منه على الصيغتين المذكورتين مباشرة ، أي : بدون وساطة .

نحو : ما أطيب الهواء . وأطيب بالهواء .

      وما أعذب الماء . وأعذب بالماء .

ومنه قوله تعالى : { قتل الإنسان ما أكفره }1 .

ــــــــــــــ

1 ـ 17 عبس .

ومنه قول الشاعر :

       أعظم بأيام الشباب نضارة    يا ليت أيام الشباب تعود

ثانيا ـ أما إذا افتقد الفعل شرطا من الشروط السابقة ، فلا يصح التعجب منه مباشرة ، وإنما نتعجب منه بوساطة على النحو التالي :

1 ـ إذا كان الفعل زائدا على ثلاثة أحرف ، مثل دحرج ، وبعثر ، وانتصر ، وانكسر ، واستعمل ، واستعان .

2 ـ أو كان ناقصا غير تام ، مثل : كان ، وأصبح ، وأضحى ، وكاد وأوشك .

3 ـ أو كان الوصف منه على وزن أفعل فعلاء ، وذلك فيما دل من الأفعال على لون ، أو عيب ، أو حلية مثل : أصفر ، وأعور ، وأهيف .

فإننا نتعجب من الأفعال السابقة وما شابهها بصورة غير مباشرة ، وذلك بأن نستعين بأفعال مساعدة مستوفية للشروط التي ذكرناها آنفا في الفعل الثلاثي ، ونأخذ منها صيغة " ما أفعله ، أو أفعل به " ، ثم نأتي بمصدر الفعل الذي نريد التعجب منه سواء أكان المصدر صريحا ، أم مؤولا .

ومن الأفعال المساعدة على وزن ما أفعله : ما أجمل ، ما أعظم ، ما أحسن ، ما أكبر ، ما أصغر ، ما أشد ، ما أكثر ، ما أحب .

ومنها على وزن أفعل به : أجمل به ، وأعظم به ، وأحسن به ، وأكبر به ، وأصغر به ، وأشدد به ، وأكثر به ، وأحبب به .



كيفية عملية التعجب :

1 ـ الفعل المستوفي الشروط . مثل : كرم ، نقول : ما أكرم العرب .

     وأكرم بالعرب .

ومنه قول الشاعر :

        أعزز بنا وأكف إن دعينا      يوما إلى نصرة من يلينا

2 ـ الفعل المزيد : مثل : تدحرج ، اندحر ، استعمل ، استعان .

لا يصح التعجب من الأفعال السابقة مباشرة ، وللتعجب منها نتبع الآتي :

نأتي بفعل مساعد على الصيغة المطلوبة مما ذكرنا في القائمة السابقة ، أو ما شابهها ،

وليكن الفعل : أعظم ، ثم ، نأتيبالمصدر الصريح ، أو المؤول من الفعل (1) .

ويتم تركيب الجملة كالآتي :

ما أعظم تدحرج هذه الصخرة . ما أعظم أن تتدحرج هذه الصخرة .

وأعظم بتدحرج هذه الصخرة . وأعظم بأن تتدحرج هذه الصخرة .

ومنه : ما أفضل استعمال السواك . وما أفضل أن تستعمل السواك .

       وأفضل باستعمال السواك . وأفضل بأن تستعمل السواك .

3 ـ الفعل الناقص . مثل : كان ، وأصبح ، وكاد .

نتبع في التعجب منه ما اتخذناه مع الفعل المزيد ، فإذا أردنا أن تعجب من الفعل أصبح نقول : ما أجمل إصباح السماء صافية . وما أجمل أن تصبح السماء صافية .

      وأجمل بإصباح السماء صافية . وأجمل بأن تصبح السماء صافية .

4 ـ وكذلك إذا كان الوصف من الفعل على وزن أفعل فعلاء ، تعجبنا منه بوساطة الفعل المساعد ، والمصدر الصريح ، أو المؤول من الفعل الذي نريد التعجب منه .

ومن الأفعال التي يكون الوصف منها على أفعل فعلاء :

حَمُرَ : للدلالة على لون . وعرج : للدلالة على عيب . وهيف : للدلالة على حلية .

وعند التعجب من تلك الأفعال نقول :

ما أشد حمرة البلح . وما أشد أن يحمر البلح .

وأشدد بحمرة البلح . وأشدد بأن يحمر البلح .

5 ـ وإذا كان الفعل مبنيا للمجهول ، أو منفيا ، تعجبنا من بوساطة الفعل المساعد والمصدر المؤول فقط من الفعل الذي نريد التعجب منه .

ـــــــــــــــ
1 ـ المصدر الصريح : ما كان مشتقا من لفظ الفعل مباشرة للدلالة على الحدث .

مثل : تدحرج : تدحرجا ، اندحر : اندحارا ، استعمل : استعمالا . . .

والمصدر المؤول : وهو ما كان مكونا من أن المصدرية والفعل المضارع ، أو ما المصدرية والفعل الماضي . نحو : أن يتدحرج ، أو ما تدحرج .



والفعل المبني للمجهول مثل : يُقال ، يُباع ، يُعاد ، يُساء .

عند التعجب منه نقول : ما أعظم أن يُقال الحق . وأعظم بأن يقال الحق .

والفعل المنفي مثل : لا ينسى ، لا يخشى .

نحو : ما أجمل ألاّ ينسى الرجل وطنه . وأجمل بألاّ ينسى الرجل وطنه .

6 ـ وإذا كان الفعل غير قابل للتفاوت ، أو جامدا فلا يصح التعجب منه مطلقا .

لأن الفعل إذا كان معناه غير قابل للتفاوت فإنه لا يصلح للمفاضلة بين الشيئين لا بالزيادة ، ولا بالنقصان ، ولأن الفعل الجامد لا يتصرف ، وما لا يتصرف لا نستطيع أن نأخذ من الصيغة المطلوبة .



العلاقة بين مكونات صيغتي التعجب :

      الأصل في صيغتي التعجب مجيئهما على الترتيب الذي رأيناه في الأمثلة السابقة ، فلا يتقدم عليهما معمولهما ، كما لا يصح أن يفصل فاصل بين " ما " وفعل التعجب ، ولا بين فعل التعجب والمتعجب منه .

غير أن هناك بعض الاستدراكات وهي على النحو التالي :

1 ـ يجوز الفصل بين " ما " التعجبية وفعل التعجب بـ " كان " الزائدة .

نحو : ما كان أصبر المناضلين على أذى اليهود .

      وما كان أقوى شعبنا إذا وحّد صفوفه من جديد .

ومنه قول امرئ القيس :

       أرى أم عمر دمعها قد تحدرا      بكاء على عمرو وما كان أصبرا

2 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالجار والمجرور .

نحو قول العرب : " ما أحسن بالرجل أن يصدق ، وما أقبح به أن يكذب .

ومنه قول عمرو بن معد يكرب عن بني سليم : " لله در بني سليم ما أحسن في الهيجا

لقاءها ، وأكرم في اللزبات عطاءها ، وأثبت في المكرمات بقاءها " .

ومنه قول الشاعر :

       خليلي ما أحرى بذي اللب أن يُرى      صبورا ولكن لا سبيل إلى الصبر

الشاهد قوله : ما أحرى بذي اللب أن يرى صبورا .

حيث فصل بين فعل التعجب ، والمتعجب منه بالجار والمجرور " بذي " .

3 ـ جواز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالظرف .

نحو : ما أقوى لحظة الفراق المؤمن على الصبر .

       وما أفضل بعد الصلاة الدعاء .

ومنه قول معن بن أوس :

        أقيم بدار الحزم ما دام حزمها      وأحر إذا حالت بأن أتحولا

الشاهد قوله : وأحر إذا حالت بأن يتحولا .

حيث فصل بين فعل التعجب " أحر " وبين المتعجب منه " بأن أتحولا " بالظرف " إذا " .

4 ـ يجوز الفصل بين فعل التعجب والمتعجب منه بالنداء .

نحو : ما أنبل ـ يا محمدُ ـ أخلاقك .

التعلق بفعل التعجب :

1 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو فاعل في المعنى جُر بإلى ، لا يكون ذلك إلا في حب ، أو بغض .

نحو : ما أحب الصادق إلى قلبي .

      وما أبغض الكاذب إلى نفسي .

فالمجرور بإلى في الجملة الأولى كلمة " القلب " وهو الفاعل في المعنى ، لأنه هو الذي يحب الصادق .

والمجرور في الجملة الثانية كلمة " النفس " وهو الفاعل في المعنى ، لأنه هو الذي يبغض الكاذب .

2 ـ إذا تعلق بفعل التعجب مجرور هو مفعول به في المعنى جر باللام .

نحو : ما أحب المثقف للقراءة .

      وما أبغض المخلص للخيانة .

فالقراءة في المثال الأول مفعول به في المعنى ، لأن المثقف يحبها .

والخيانة في المثال الثاني مفعول به في المعنى ، لأن المخلص يبغضها .

3 ـ وإذا كان الفعل الذي تريد أن تتعجب منه يدل على علم ، أو جهل ، أو ما

في معناهما جررت المفعول به بالباء .

نحو : ما أعلمه بأحوال الشعوب .

       وما أعرفه بالحق .

      وما أبصره بالدين .

      وما أجهله بمكارم الأخلاق .

والأصل : يعلم أحوال الشعوب ، ويعرف الحق ، ويبصر الدين .

ويجهل مكارم الأخلاق .

4 ـ إذا كان فعل التعجب متعديا في الأصل بحرف الجر ، أبقيت مفعوله مجرورا ، ويبقى الاستعمال كما هو .

نحو : ما أقساني على الخائن .

      وما أرضاني عن المخلص .

     وما أشد تمسكي بالصدق .

     وما أسرع استجابتي إلى الحق .

والأصل : أقسو على الخائن ، وأرضى عن الحق .

          وأتمسك بالصدق ، وأستجيب إلى الحق .

5 ـ لا يجوز حذف حرف الجر في صيغة " أفعل به " ، إلا إذا كان المتعجب منه مصدرا مؤولا مسبوقا بأنْ ، أو أنَّ .

نحو : أحبب إلى أسرتي أن أتفوق .

وإعرابها : أحبب : فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر .

إلى أسرتي : جار ومجرور متعلقان بالفعل أحبب .

أن أتفوق : أن حرف مصدري ونصب ، أتفوق فعل مضارع منصوب بأن ، وعلامة نصبه الفتحة ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره أنا ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل أحبب . والأصل : أحبب إلى أسرتي بأن أتفوق .

ومنه : ما أحرى بالطالب أن يكون مجتهدا .

وأخلق بالمعلم أن يكون قدوة لطلابه .

ومنه قول العباس بن مرداس :

         وقال نبي المسلمين تقدموا       وأحبب إلينا أن تكون المقدما

ومنه قول الآخر :

        أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته     ومدمن القرع للأبواب أن يلجا



إعراب أسلوب التعجب :

ما أجمل السماء

ما : تعجبية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ .

أجمل : فعل ماض جامد مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على ما .

السماء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " ما " .

أجمل بالسماء

أجملْ : فعل ماض جامد مبني على السكون جاء على صورة الأمر .

بالسماء : الباء حرف جر زائد ، والسماء فاعل مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .


النداء التعجبي
       من أساليب التعجب ما يعرف في اللغة بالنداء التعجبي وهو يجري مجرى أسلوب الاستغاثة مع فارق في المعنى .

يتكون النداء التعجبي من " يا " التي هي حرف نداء وتعجب ، ولا يستعمل غيرها من أحرف النداء لهذه الغاية ، ومن المنادى المتعجب منه على أن يكون مجرورا باللام المفتوحة ، وقد تحذف تلك اللام أحيانا ، وله ما للمنادى من أحكام إعرابية .

نحو : يا لَهدوء البحر ، ويا لصفاء السماء ، ويا لرقة الهواء .

ومنه قولهم : يا للهول ، ويا للفاجعة .

ونحو : يا جمال الطبية ، ويا عبق أنسامها .



فوائد وتنبيهات :

1 ـ يجوز التعجب من الأفعال التي لا يصح التعجب منها مطلقا إذا أريد بها معنى غير المعنى الحقيقي الذي جرت العادة على استعماله ، كالفعل " مات " .

نقول : ما أموت الرجل . إذا أريد بالموت معنى البلادة .

2 ـ ويجوز التعجب من بعض الأفعال بطريقة مباشرة مع أنها لم تستوف الشروط اللازمة . فنقول في بعض الأفعال المزيدة : ما أتقى عليّا . وما أعطاه .

3 ـ يجوز في حالات نادرة حذف المتعجب منه من صيغتي التعجب ، إذا كان الكلام واضحا بدونه ، ويفهم من سياقه ن وغالبا ما يكون هذا في الشعر .

كقول علي بن أبي طالب :

      جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم      لدى الروع قوما ما أعز وأكرما

ومنه قول الشاعر :

      فذلك إن يلق المنية يلقها      حميدا وإن يستغن يوما فأجدِرِ

الفئة الأولى

الفئة الأولى العددان 1و2 . وهذان العددان يطابقان المعدود في التأنيث والتذكير والإعراب ، مثل :
جاءَ وَلَدٌ واحِدٌ
جاء : فعل ماض مبني على الفتح
ولد : فاعل مرفوع علامته تنوين الضم
واحد : صفة مرفوعة

جاءَتْ بنتان اثنتان
جاءت : فعل ماض مبني على الفتح ، التاء للتأنيث حرف مبني على السكون
بنتان : فاعل مرفوع علامته الألف لأنه مثنى
اثنتان : صفة مرفوعة علامتها الألف

كَتَبْتُ سَطْراً واحِدا
كتبت : كتب فعل ماض مبني على السكون  لاتصاله بتاء المتكلم وهي ضمير متصل مبني على الضمة في محل رفع فاعل
سطرا : مفعول به منصوب علامته التنوين
واحدا : نعت منصوب
كتبتُ مقالتين اثنتين
مقالتين : مفعول به منصوب علامته الياء لأنه مثنى
اثنتين : صفة منصوبة علامتها الياء

استَعَنْتُ بِمَرْجِعٍ واحدٍ              
استعنت : فعل وفاعل
بمرجع : جار ومجرور
واحد : نعت مجرور

استعَنتُ بموسوعتين اثنتين
بموسوعتين : اسم مجرور علامته الياء
اثنتين : نعت مجرور علامته الياء
وكذلك الحال مع هذين العددين عندما يدلان على ترتيب :
* استقبلتْ الأُسرةُ مولودَها الثانيَ                 * استقبلت الأسرةُ مولودَتها الثانيةَ
* السائِقُ يَسْكُنُ في الطابقِ الأولِ                 * السائِقُ يَسْكُنُ في الطبقةِ الأولى
* ألقى الشاعرُ الثاني قصيدتَهُ                     * ألقَتْ الشاعرةُ الثانيةُ قصيدَتها
* التقى المذيعُ بالسَّباحِ الثاني                     * التقى المذيع السَّباحة َ الثانية َ
* هَنَّأتُ الفائِزَ الأوَلَ                               * هَنَّأتُ الفائِزَةَ الأولى
* هذا الوَلَدُ الأوَّلُ                                  * هذهِ البنْتُ الأُولى

الفئة الثانية

الفئة الثانية من 3-9 و 10 المفردة – غير المركبة
وهذه الأعداد تخالف المعدود في التذكير والتأنيث ، فإن كان العدد مذكرا كان معدوده مؤنثا والعكس صحيح ، وأما إعرابها وإعراب الاسم كان معدوده مؤنثا والعكس صحيح ، وأما إعرابها وإعراب الاسم – المعدود – بعدها فسنلاحظه من بعد ، نقول :
* عَدَدُ الطلابِ في الصّفِ ثَمانِيَةُ طُلابِ ، وعَدَدُ الطالباتِ ثماني طالباتٍ
* يُباعُ مِترُ البَلاطِ بِخَمْسَةِ دنانيرَ ، ثَمَنُ مِتْرِ القماشِ خَمْسُ ليراتٍ
* يُربي المزارعُ عَشَرَةَ رؤوسٍ من الغنم وَعَشرَ بَقَراتٍ
* أَقَلَّتْ السيارةُ سِتَّةَ مسافرين                    * أقلت السيارةُ سِتَّ مسافراتٍ
* بَدَّلْتُ بالدينارِ تَسْعَةَ دَرَاهمَ                      * بَدَّلْتُ بالدينارِ تِسْعَ روبياتٍ
* اشتريْتُ أَرْبَعَةَ كُتُبٍ                             * اشتريت أربعَ مجلاتٍ
* الأسبوعُ سَبْعَةُ أيامٍ                             * الأسبوعُ سَبْعُ ليالٍ
* للرجل ثَلاثَةُ أولادٍ                               * وله ثَلاثُ بناتٍ

للرجل ثَلاثَةُ أولادٍ
للرجل : شبه جملة في محل رفع خبر مقدم
ثلاثة : مبتدأ مؤخر مرفوع علامته الضمة
أولاد : مضاف إليه مجرور علامته تنوين الكسر

وله ثَلاثُ بناتٍ
 ثلاث : مبتدأ مرفوع مؤخر علامته الضمة
 بنات : مضاف إليه مجرور علامته الكسرة ، وهو مضاف

اشتريْتُ أَرْبَعَةَ كُتُبٍ
اشتريت : فعل وفاعل
أربعة : مفعول به منصوب علامته الفتحة ، وهو مضاف
كتب : مضاف إليه مجرور

اشتريت أربعَ مجلاتٍ
أربع : مفعول به منصوب وهو مضاف
مجلات : مضاف إليه مجرور

يُباعُ مِترُ البَلاطِ بِخَمْسَةِ دنانيرَ
يباع : فعل مضارع مرفوع مجهول فاعله
متر : نائب فاعل مرفوع علامته الفتحة ، وهو مضاف
البلاط : مضاف إليه مجرور
بخمسة : الباء حرف جر – خمسة : اسم مجرور علامته الكسرة
دنانير : مضاف إليه مجرورعلامته الفتحة عوضا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف

ثَمَنُ مِتْرِ القماشِ خَمْسُ ليراتٍ
ثمن : مبتدأ مرفوع
متر : مضاف إليه مجرور علامته الكسرة وهو مضاف
القماش : مضاف إليه مجرور علامته الكسرة
خمس : خبر مرفوع علامته الضمة وهو مضاف
ليرات : مضاف إليه مجرور علامته تنوين الكسرة

أَقَلَّتْ السيارةُ سِتَّةََََ مسافرين
أقلت : فعل ماض مبني على الفتح ، التاء مبنية على السكون للتأنيث
السيارة : فاعل مرفوع علامته الضمة
ستة : مفعول به علامته الفتحة وهو مضاف
مسافرين : مضاف إليه مجرور علامته الياء  

أقلت السيارةُ سِتَّ مسافراتٍ
ست : مفعول به منصوب علامته الفتحة وهو مضاف
مسافرات : مضاف إليه مجرور علامته تنوين الكسر

الأسبوعُ سَبْعَةُ أيامٍ
الأسبوع  : مبتدأ مرفوع علامته الضمة
سبعة : خبر مرفوع علامته الضمة
أيام : مضاف إليه مجرور

الأسبوعُ سَبْعُ ليالٍ
سبع : خبر مرفوع علامته الضمة
ليال : مضاف إليه مجرور

عَدَدُ الطلابِ في الصّفِ ثَمانِيَةُ طُلابِ
عدد : مبتدأ مرفوع
الطلاب : مضاف إليه مجرور
في الصف : جار مجرور
ثمانية : خبر مرفوع علامته الضمة
طلاب : مضاف إليه مجرور  

وعَدَدُ الطالباتِ ثماني طالباتٍ
ثماني : خبر مرفوع بضمة مقدرة على آخره
طالبات : مضاف إليه مجرور

بَدَّلْتُ بالدينارِ تَسْعَةَ دَرَاهم
بدلت : فعل وفاعل
بالدينار : جار ومجرور
تسعة : مفعول به منصوب علامته الفتحة وهو مضاف
دراهم : مضاف إليه مجرور بالفتحة بدلا من الكسرة لأنه ممنوع من الصرف

بَدَّلْتُ بالدينارِ تِسْعَ روبياتٍ
تسع : مفعول به منصوب علامته الفتحة ، وهو مضاف  
روبيات : مضاف إليه مجرور

يُربي المزارعُ عَشَرَةَ رؤوسٍ من الغنم وَعَشَرَ بَقَراتٍ
يربي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على آخره
المزارع : فاعل مرفوع علامته الضمة
عشرة : مفعول به منصوب علامته الفتحة
رؤوس : مضاف إليه مجرور
من الغنم : جار ومجرورة
عشر : معطوف على منصوب
بقرات : مضاف إليه مجرور علامته تنوين الكسر

الفئة الثالثة : 11 – 12
1- معلوم ان العددين 11 و 12 يتكونان من 10 +1 و 10 +  2 ، فالعدد 10 متضمن فيهما ، وهما يتفقان مع العددين 1 و  من حيث مطابقة العددين 1 و 2 للمعدود في التذكير والتأنيث شأنهما شأن ذلك العددين ، نقول :
* أحَدَ عَشَرَ رجلاً                                       * إحدى عَشْرَةَ امرأةً
* اثنا عَشَرَ مَسْجِداً                                     * اثنتا عَشْرَةَ مدرسةً
* أحَدَ عَشَرَ مُذيعاً                                      * إحدى عَشْرَةَ مُذيعةً
* اثنا عَشَرَ شُرطياً                                     * اثنتا عَشْرَةَ شُرْطيةً
* أَحَدَ عَشَرَ مُتَفَرّجاً                                    * إحدى عَشْرَةَ مُتَفرّجةً
* اثنا عَشَرَ مُتسابقاً                                    * اثنتا عَشْرَةَ متسابِقَةً

2- وان العدد (11) مبني على فتح الجزئين دائما ، مهما كان موقعه من الإعراب .

3- وان العدد (12) جزؤه الأول يعرب إعراب المثنى ، يرفع بالألف وينصب ويجر بالياء وجزؤه الثاني مبني على الفتح.  وعند الإعراب فإننا لا نعمد إلى تجزئة العدد (12) بل نعتبره كتلة واحدا ، ونعربه على هذا الأساس مثل :
جاء اثنا عَشَرَ ضيفاً
اثنا عشر : فاعل مرفوع جزؤه الأول مرفوع علامته الألف ، وجزؤه الثاني مبني على الفتح .

أكرَمْتُ اثنتي عَشْرةَ ضيفة
اثنتي عشرة : مفعول به منصوب ، جزؤه الأول منصوب بالياء وجزؤه الثاني مبني على الفتح .

اشتركت مع اثنتي عَشْرَةَ قناةً فضائية
اثنتي عشرة : اسم مجرور جزؤه الأول مجرور علامته الياء والثاني مبني على الفتح


الفئة الرابعة : الأعداد من13-19
وهذه الأعداد من حيث تركيبها تدخل في باب العشرة المركبة مضافا إليها الأعداد المفردة  ثلاثة إلى تسعة ، لذا فإن نوعين من الأحكام والقواعد تنطبق عليها الأول من حيث
التذكير والتأنيث ، والثاني من حيث الوظيفة النحوية ، وفيما يلي بيان
لاستعمال هذه الأعداد .
* عَلَّمَ المُحْسِنُ على نَفَقَتِهِ سِتَّةَ عَشَرَ فَتىً وسِتَّ عَشْرَةَ فتاةً
* جنى المُزارعُ من ثِمارِ الزَّيتونِ ثَماني عَشْرَةَ تنكةَ زَيْتٍ      
* يُقَدَّرُ عَدَدُ أفرادِ بعض الأُسرِ العَربِيَّةِ بِسَبْعَةَ عَشَرَ فَرْداً
* بَينما يُباعُ في لُبنانَ بِخَمْسَ عَشْرَةَ لِيرةً
* وتِسّعَةَ عَشَرَ رطلاً من الزَّيتونِ المُخَلَلِ
* عَدَدُ غُرَفِ الفُندقِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ غُرْفَةً  
* وقَطَفَ ثَلاَثةَ عَشَرَ عُنقوداً من البلحِ
* يُبَاعُ كِيلو الخُبزِ بِخَمْسَةَ عَشَرَ قِرْشاً
* بيعَ من العَمارةِ سَبْعَ عَشْرَةَ شَقةً
* وعَدَدُ مُوظَفيهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مُوَظَفاً
* قَلَّمَ المُزارعُ ثلاثَ عَشْرَةَ شَجَرَةً

قَلَّمَ المُزارعُ ثلاثَ عَشْرَةَ شَجَرَةً
قلم : فعل ماض مبني على الفتح
المزارع : فاعل مرفوع علامته الضمة
ثلاث عشرة : عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به
شجرة : تمييز منصوب علامته تنوين الفتح

وقَطَفَ ثَلاَثةَ عَشَرَ عُنقوداً من البلحِ
ثلاثة عشر : عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به
عنقودا : تمييز منصوب

عَدَدُ غُرَفِ الفُندقِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ غُرْفَةً
أربع عشرة  : عدد مبني على فتح الجزئين في محل رفع خبر

وعَدَدُ مُوظَفيهِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ مُوَظَفاً
أربعة عشر  : اسم مبني على فتح الجزئين في محل رفع خبر

يُبَاعُ كِيلو الخُبزِ بِخَمْسَةَ عَشَرَ قِرْشاً  
بخمسة عشر : خمسة عشر : اسم مبني على فتح الجزئين في محل جر بحرف جر
قرشا : تمييز منصوب علامته تنوين الفتح

بَينما يُباعُ في لُبنانَ بِخَمْسَ عَشْرَةَ لِيرةً
بخمس عشرة : عدد مبني على فتح الجزئين في محل جر

عَلَّمَ المُحْسِنُ على نَفَقَتِهِ سِتَّةَ عَشَرَ فَتىً وسِتَّ عَشْرَةَ فتاةً
ستةعشر : عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به
فتى : تمييز منصوب بتنوين مقدر على آخره
ست عشرة : عدد مبنى على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به
فتاة : تمييز منصوب علامته تنوين الفتح

يُقَدَّرُ عَدَدُ أفرادِ بعض الأُسرِ العَربِيَّةِ بِسَبْعَةَ عَشَرَ فَرْداً
بسبعة عشر : عدد مبني على فتح الجزئين في محل جر بحرف الجر
فردا : تمييز منصوب

بيعَ من العَمارةِ سَبْعَ عَشْرَةَ شَقةً
سبع عشرة  : سبع عدد مبني على فتح الجزئين في محل رفع نائب فاعل
شقة : تمييز منصوب

جنى المُزارعُ من ثِمارِ الزَّيتونِ ثَماني عَشْرَةَ تنكةَ زَيْتٍ
ثماني عشرة  : عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب مفعول به.

وتِسّعَةَ عَشَرَ رطلاً من الزَّيتونِ المُخَلَلِ
تسعة عشر : عدد مبني على فتح الجزئين في محل نصب معطوف على منصوب.

الفئة الخامسة ألفاظ العقود 20-90 وما يعطف عليها فتأتي على الأشكال التالية :
نقول :
* بَاعَ أخي تسعينَ سَهْماً من أَسْهُمِ المِصفاةِ ، وَرَبِحَ في كلِّ سَهْمٍ أربعين ديناراً
* عَدَدُ صَفَحاتِ الجَريدةِ عِشرون صفحةً ، وفي الصَّفْحَةِ الأَخيرةِ ثلاثون إعلاناً
* مَضى من الشهر أَرَبَعةٌ وعشرون يوماً ، وخَمْسٌ وعشرون ليلةً
* جَمَعْتُ ثَلاثَةً وخمسين طابَعاً ، وثماني وستين بطاقةً بريديةً
* على الطائرةِ خَمسةٌ وأربعون راكباً ، وسِتٌ وثلاثون راكبةً
* استغرقَتْ الرِّحلةُ اثنين وثلاثين يوماً ، وثلاثا وثلاثين ليلةً
* "إن هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجةً ، ولي نعجةٌ واحدة "
* ادفعوا ثمانيةً وثمانين ديناراً ، وسَبْعاً وخمسين ليرةً
 
عَدَدُ صَفَحاتِ الجَريدةِ عِشرون صفحةً ، وفي الصَّفْحَةِ الأَخيرةِ ثلاثون إعلاناً
عشرون : خبر مرفوع علامته الواو ، ملحق بجمع المذكر السالم
صفحة : تمييز منصوب
ثلاثون : خبر مرفوع علامته الواو ، ملحق بجمع مذكرسالم
إعلانا : تمييز منصوب

استغرقَتْ الرِّحلةُ اثنين وثلاثين يوماً وثلاثا وثلاثين ليلةً
استغرق : فعل ماض مبني على الفتح والتاء للتأنيث
الرحلة : فاعل مرفوع علامته الفتحة
اثنين : ظرف منصوب علامته الياء لأنه مثنى
وثلاثين : معطوفة على اثنين بالنصب وعلامتها الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم
ليلة : تمييز منصوب

مَضى من الشهر أَرَبَعةٌ وعشرون يوماً وخَمْسٌ وعشرون ليلةً
مضى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على آخره
من الشهر : جار ومجرور
أربعة : فاعل مرفوع علامته تنوين الضم
وعشرون : اسم معطوف على مرفوع علامته الواو لأنه  ملحق بجمع المذكر السالم
خمس : اسم معطوف على مرفوع علامته تنوين الضم
وعشرون : اسم معطوف على مرفوع علامته الواو لأنه ملحق بجمع المذكر السالم

على الطائرةِ خَمسةٌ وأربعون راكباً وسِتٌ وثلاثون راكبةً
خمسة : مبتدأ مؤخر مرفوع
وأربعون : اسم معطوف على مرفوع علامته الواو
ست : معطوف على مرفوع
وثلاثون : معطوف على مرفوع

جَمَعْتُ ثَلاثَةً وخمسين طابَعاً وثماني وستين بطاقةً بريديةً
ثلاثة : مفعول به منصوب علامته الفتح
وخمسين : معطوف على منصوب علامته الياء
ثماني : معطوف على منصوب علامته فتحة مقدرة على الياء
وستين : معطوف على منصوب علامته الياء

ادفعوا ثمانيةً وثمانين ديناراً وسَبْعاً وخمسين ليرةً
ثمانية : مفعول به منصوب علامته الفتحة
وثمانين : اسم معطوف على منصوب علامته الياء
سبعاً : معطوف على منصوب علامته تنوين الفتح
وخمسين : معطوف على منصوب علامته الياء

"إن هذا أخي له تسعٌ وتسعون نعجةً ولي نعجةٌ واحدة "
تسع : مبتدأ مؤخر مرفوع علامته تنوين الضم
وتسعون : معطوف على مرفوع علامته الواو
نعجةً : تمييز منصوب
نعجةٌ : مبتدأ مؤخر مرفوع علامته تنوين الضم
واحدة : نعت مرفوع علامته تنوين الضم

العدد
كنايات الأعداد

هي كلمات وليست أعداداً - تستعمل للدلالة على العدد دون التصريح بتحديد مقداره بدقة- وتسمى كنايات العدد ، وقد يكون السبب في استعمالها هو المبالغة ، أو إكبار العمل عن الإحصاء ، أو ربما كان الغرض من استخدامها هو إظهار الدهشة والاستغراب من أمر تُذكر معه ومن هذه الألفاظ : كم وكأين .

1- كم ، وهي نوعان : استفهامية وخبرية .

* كم الاستفهامية : وتستعمل للسؤال عن عدد غير معروف للسامع ، ويريد بوساطتها أن يُحدّد له السامعُ العَدَدَ الذي يسأل

 أولاً :  أسلوبُ النداء :
هو طريقةُ تُتَّبعُ لاستدعاءِ شخصٍ , أو تَنْبيههِ لأًمر يُريد المُتَكلِّمُ ، أنْ يُخبرَهُ بهِ . عن طريقِ استعمالِ أدواتٍِ تُسمى أدواتِ النداءِ في تراكيبٍ مَخصوصةٍ , يَتفِقُ كلُ منها  مَعَ الغَرَضِ الذي يُريدُ المتكلمُ أن يلفتَ انتباهَ المخاطب إليه .
تَعريفُ المنادى : اسمٌ منصوبُ ـ في الغالب ـ وقد يكونُ مَبْنياً في بعض الحالاتِ ، يُذْكَرُ بعد أداةٍ من أدواتِ النداء , استدعاءً لتنبيه المخَاطَبِ .

 ثانياً :  حروفُ النداء :
الحروفُ المستعملةُ في النداءِ سبعةٌ : أََ ، أيْ ، يا ، أيا ، هيا ، وا  ، حيثُ يُستعْمَلُ أ و أيْ لنداءِ القريبِ ، مثل :
أعادلُ ساعدني في رَفْعِ الصُندوقِ .
أيْ خليلُ ، رُدَّ عَلى الهاتِف .
وتُستعمل (يا) لِكُلِّ منادى، بعيداً كانَ أو قريباً أو متوسط القُرْبِ والبُعدِ، كما تُستعملُ في الاستغاثة ـ كما سنرىـ.
يا عمادَ الدين توَقفْ .
وتستعمل أيا ، هيا و ( وا ) لنداء البعيد .
مثل : أيا إبراهيمُ ، تعالَ .
هيا سليمُ ، هل أتمَمْتَ وَصْلَ الكهرباءِ إلى المشترك!

كما تُسْتَعْمَلُ (وا) للنُدبةِ ـ وسيأتي الحديثُ عنها ـ
وا عبدَ الرحمن، هل وَجَدَتَ المِحفَظَةَ

المستثنى

مفهوم الاستثناء
إخراج اسم يقع بعد أداة استثناء من الحكم أو المعنى المفهوم قبل الأداة .
فالمستثنى اسم يذكر بعد أداة من أدوات الاستثناء ومخالفا ما قبل الأداة في الحكم مثل :
 برأ القاضي المتهمين إلا متهما . فالاسم الواقع بعد أداة الاستثناء "متهما " هو الذي أخرج من الحكم السابق للأداة وهو البراءة , وهو المستثنى من حكم البراءة .

أركان الاستثناء
وهي مكونات جملة الاستثناء , التي تتشكل من :
المستثنى "متهماً" والمستثنى منه " المتهمين " ومن الأداة " إلا " ومن الحكم العام وهو "البراءة " في  الجملة السابقة .

أدوات الاستثناء
 أشهرها ثماني هي : إلا , غير , سوى , ما عدا ، ما خلا ، حاشا , ليس , لا يكون .

أنواع الاستثناء
الأول : الاستثناء المتصل :
 وهو ما كان فيه المستثنى من نفس نوع السمتثنى منه مثل :
ظهرت النجوم إلا نجمةً .             هاجرت الطيور إلا الدوريًَ .
قلمت الأشجار إلا ثلاثةَ أشجار .      عرفت المدعويين إلا واحداً .

عرفت المدعويين إلا واحداً
عرف : فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم (تُ) والضمير في محل رفع فاعل
المدعوين : مفعول به منصوب علامته الياء لأنه جمع مذكر سالم
إلا : أداة استثناء حرف مبني على السكون
واحداً : مستثنى منصوب علامته تنوين الفتح

تعاملت مع المصارف إلا مصرفين
تعاملت : فعل وفاعل
مع المصارف : شبه جملة جار ومجرور
إلا : حرف مبني على السكون
مصرفين : مستثنى منصوب علامته الياء لأنه مثنى

والثاني : الاستثناء المنقطع
 وهو ما كان فيه المستثنى من غير جنس المستثنى منه مثل : رجع الصيادون إلا شباكَهم ، فالمستثنى " الشباك " من غير جنس المستثنى منه " الصيادون " وإنما هو من لوازمهم وأدواتهم .

رجع الصيادون إلا شباكَهم
رجع : فعل ماض مبني على الفتح
الصيادون : فاعل مرفوع علامته الواو
لا : حرف مبني على السكون
شباك : مستثنى منصوب علامته الفتحة وهو مضاف
هم : في محل جر بالإضافة

ومثل : حضر الضيوف إلا سياراتِهم
وعاد الطيارون إلا الطائراتِ

وهنالك من يضيف إلى هذين النوعين : الاستثناء المتصل والمنقطع نوعا ثالثا يسمونه الاستثناء المفرًغ , وهو ليس من باب الاستثناء ولا رابط بينه وبين أسلوب الاستثناء , لعدم وجود مستثنى منه ولا مستثنى , وقد توهموا الاستثناء لوجود إحدى أدواته في الجملة وهي (إلا) التي تدل على الحصر . مثل : ما انتصر إلا الحقُ , وما ساعدت إلا محمدا وما التقيت إلا بزيدٍ . حيث تعرب الأسماء بعد أداة الحصر على أنها فاعل , ومفعول به , واسم مجرور وكأن أداة الحصر لا وجود لها .

الوحدة الاولى التوابع والاساليب النحوية

التوابع
النعت
تحديد المفهوم

تحديد المفهوم
تُعَرّفُ التوابع بأنها كلماتٌ لا تقعُ مَوْقِع الأركانِ الأساسيةِ في الكلامِ، مثلِ المبتدأِ والخبرِ، أو مثلِ الفعلِ والفاعِل، لذلك لا يقعُ الإعرابُ عليها بذاتها وإنما تُعْرَبُ وِفْقَ إعرابِ ما يسُبُقها من الألفاظ، ونظراً لأنها تتْبعُ في إعرابها الألفاظَ التي تسبِقُها، ولا تستقلُّ بذواتِها في الإعرابِ ضمنَ الكلامِ، لذا سُمّيتْ بالتوابعِ.
والتوابعُ التي سنتناولها أربعة هي: النعتُ (الصفةُ) والتوكيدُ والبدلُ والمعطوفُ بالحرفِ .

أولا : النعت
يقسم النعت إلى حقيقيّ وسببيّ
فالنعتُ الحقيقيُ: ما يُبَيَنُ صفة من أوصاف متبوعة مثل: جاء الرجلُ الحليمُ
والنعت السببي: ما يبين صفة من صفات ما يتعلق بمتبوعه أو يرتبط به مثل: جاءَ الرجلُ الحسنُ خطُّهُ. فكلمة الحسن وهي النعت السببي لم تبين صفة الرجل وانما بينت صِفةَ الخطِّ الذي يتعلقُ ويرتبطُ بالرَّجلِ.

ويسمى (الرجل) في كلتا الجملتين المتبوعَ -الموصوفَ- أو المنعوتَ ويسمى (الحليمُ والحسنُ) في الجملتين: نعتاً أو صفةُ تابعةُ أو تابعاً .

أولاً : النعت الحقيقي:
في هذا النوع من النعت يجب أن يَتْبعَ النعتُ الاسمَ المنعوتَ في الإعرابِ، والأفرادِ والتِثْنيةِ والجَمْعِ والتذكيرِ والتأنيثِ والتّعريفُ والتنكيرِ مثل:

*هذا رجلٌ كريمٌ.

*هذان رجلان كريمان. *هؤلاءِ رجالٌ كريمون.
*احترمُ العاملَ المخلصَ.

*احترمُ العامِلَيْن المخلصين. *احترمُ العامِلِيِن المخلصين.
*أتعاملُ مع بنّاءٍ محترفٍ.

*أتعامل مع بناءَين محترفَيْن. *أتعاملُ مع بنائين محترفين.
*هذه طالبةٌ مؤدبةٌ.

*هاتان طالبتان مؤدبتان.

*هؤلاء طالباتٌ مؤدباتٌ.
*جَرّبتُ السيارةَ الجديدةَ.

*جربتُ السيارتين الجديدتين. *جَرّبْتُ السياراتِ الجديداتِ.
*هو يسكنُ في بنايةٍ عاليةٍ.

*هما يسكنان في بنايتين متجاورتين. *هم يسكنون في بناياتٍ عالياتٍ


 
التوابع
النعت
شرط النعت الحقيقي

شرط النعت الحقيقي
أ- الأصل في النعت إن يكون اسما مشتقاً كاسم الفاعل واسم المفعولِ والصفةِ المشبهةِ واسمِ التفضيل. مثل: احترمْتُ العاملَ المُجِدَّ، ساعدْ الإنسانَ المقهورَ، هذه امرأةٌ كريمٌ أصلُها، هذا عاملٌ أمهرُ من غيره .
وقد يكون النعتُ اسما جامدا مؤولا بمشتقٍ في الصور التالية:
1- المصدر مثل: هو رجلٌ ثقةٌ         ،      أي موثوق به
                وهي امرأةٌ عدلٌ      

2- اسم الإشارة : أحببت المنظرَ هذا   ،    أي المشار إليه

3- ذو وذات مثل:
مروانُ رجلٌ ذو خُلُقٍ         ،      صاحبُ
خديجةُ امرأةٌ ذاتُ خُلُقٍ       ،       صاحبةُ

4-   الاسم الموصول مثل: يعجبني المرءُ الذي غامر    ،     (المغامرُ)

5- عدد المنعوت مثل: سلمت على رجالٍ ثلاثةٍ           ،    (معدودين)

6- الاسم المنسوب مثل: ساعدتُ امرأةً رومانيةً          ،   (منسوبةً إلى رومانيا)

7- ما دل على تشبيه مثل: هو رجلٌ ثعلبٌ                ،   (موصوفٌ بالاحتيال )

8- النكرة التي يراد بها الإطلاق مثل: ساعد رجلاً ما     ،   (غيرَ مُقَيّدٍ بصفةٍ)

أو التهويل مثل: لأمر ما جَدَعَ َقصيرٌ انفه                 ،   (أي لأمرٍ عظيمٍ)

9- كل وأي الدالتان على كمال الصفة مثل:
هو عالمٌ كلُّ العالمِ         ،     (كاملُ العِلْم)
هي انسانةٌ ايُّ انسانةٍ      ،                 (كاملة الانسانيةِ)


التوابع
التوكيد
مفهوم التوكيد

مفهوم التوكيد
أسلوبٌ ُلغويٌّ تُستعملُ فيه ألفاظٌ مخصوصةٌ من أَجلِ تثبيتِ معنىَ معينٍ في نفس السامع أو القارئ ، وإزالةِ ما يساورهُ من شكوكٍ حَوَلهُ.
مثل: سَمعْتُ الأذانَ ، الآذان
و : حَفظْتُ السّورَة كلَّها
نوعا التوكيد : التوكيد اللفظي والتوكيد المعنوي
التوكيد اللفظي والذي يُلجأ فيه إلى تثبيت المعنى لدى المتلقي عن طريق إعادةِ ذِكْرِ المُؤَكّدِ بلفظِهِ أو بمرادفِهِ، سواءٌ أكان المرادُ تأكيدهُ اسماً ظاهراً أم ضميراً أم فعلاً أم حرفاً أم جملةً مثل:
رأيت سميراً سميراً : حيث أُعيدِ ذِكْرُ الاسمِ المؤكّدِ بلفظه
قامَ وَقَفَ الجالس ُ: حيث أُعيدَ ذِكْرُ الفعلِ المُؤكّدِ بذكر مُرادِفِهِ
ذهبتَ أنتَ : حيث أُعيد ذكرُ الضميرِ المُؤكّدِ المتصلِ بذكر ضميرِ منفصلٍ
عُدْنا نحن :  حيث أُعيدَ ذِكْرُ الضميرِ المُؤكّدِ المُتَصِلُِ بذكِر ضميرٍ منفصلٍ
نَزَلَ، َنزَلَ المطر: حيث أُعيدَ ذكرُ الفعلِ المُؤَكدُّ بلفظه
لا، لا أوافق : حيث أُعيدَ ذِكْرُ الحرفِ المُؤَكَّدِ بلِفِظِه
إياكَ ، إياكَ والنفاقَ : حيث أعيد ذكر الضمير المنفصل المؤكد
حَضَرَ الغائبُ ، حَضَرَ الغائبُ : حيث أُعيدَ ذِكْرُ الجملةِ المُؤِكّدةِ المُكَوّنِةِ من الفعلِ والفاعلِ

التوابع
التوكيد
التوكيد المعنوي

التوكيد المعنوي وفيه يُلجأ إلى استعمال ألفاظٍ مُحَدّدةٍ من أجلِ تثبيتِ المعنى: وهذه الألفاظ هي: (نَفْسُ وعَيْنُ وجميعُ وعامة وكلٌ وكلا وكلتا) مضافة إلى ضمير يلائم المؤكد وغيرها.

تستعمل (نفس وعين) لدفع الاحتمال عن وجودِ شكٍّ حَوّلَ المُؤكّدٍ، مثل: وصَلِ رائِدُ الفضاءِ إلى القمرِ نفسِه : فقد رَفَعت كلمةُ (نفسه) الاحتمالَ عن وصولِ رائدِ الفضاءِ إلى مدارِ القمرِ، أو قربِه، وَوَجّهَت المعنى إلى وصولِهِ إلى كُتْلةِ القمرِ ذاتِها.

وقولنا :
*وصل رَائدُ الفضاءِ إلى القمر عينهِ                *تَرَأَسَ القاضي نَفْسُهُ محاكمةَ المتّهم
* ترأس القاضيان أنفسُهما محاكمةَ المتّهم        *ترأس القضاةُ أنفسُهم محاكمةَ المتهم
*أكرمت المعلمةَ عينَها                            *أكرمت المعلمتينِ أعيُنَهما
*أكرمت المعلماتِ أعينَهُنَّ                         *سلمت على الأميرِ عينِه      
*سلمت على الأميرين أعْيُنِهِما                    *سلمت على الأمراءِ أَعينِهم

هذا ويجوز أن يجر التوكيد بالنفس والعين بحرف الجر الزائد مثل:
*ترأس القاضي بِنْفسِهِ محاكمة المتهم        *رأيت المحافظ بعيِنِه يساهم في حملةِ النظافة
حيث تعرب (بنفسه) على أنها مجرورة لفظا بحرف الجر الزائد، في محل رفع توكيد للفاعل. وتعرب (بعينه) اسما مجروراً لفظا بحرف الجر الزائد، في محل نصب توكيد. ويُلاحظُ إنّ المُؤَكّدَ بهاتين اللفظتين (عين ونفس) عندما يكون جمعاً، فإننا نجمع الكلمتين فنقول: سَلَّمْتْ على الأمراءِ أَنْفُسِهِم.
أما إذا كان الاسمُ المُؤكّدَ بهما مثنى، فالأفصحُ أن نجَمعَهما بعدَ المثنى كما هو الحال بعد الجمع، فنقول رجع المسافران (أنفُسُهما) ، (أعيُنُهما)

توكيد الضمائر المتصلة والمستترة

توكيد الضمائر المتصلة والمستترة توكيداً لفظياً ومعنوياً :
توكيدها لفظياً:
إذا شئنا أن نؤكد الضمائر المتصلة أو المستترة لفظياً، فإننا نؤكدها بضمير الرفع المنفصل، سواء أكانت في محل رفع أو نصب أو جر.
فمثال توكيد الضمائر المرفوعة المتصلة
حَضَرْتُ أنا           حَضَرْنا نحن
حَضَرْتِ أنتِ         حَضَرْتما أنتما                 حَضَرتُنَّ أنتن
حَضَرَ هو            حَضَرَا هما                    حَضَروا هم

حَضَروا هم
حضر: فعل ماض مبني على الفتح
وا : واو الجماعة ضمير مبني  على السكون في محل رفع  فاعل
هم : ضمير مبني على السكون في محل رفع توكيد لمرفوع(وا)
ومثال توكيد الضمائر المرفوعة المستترة:
أُحَضِّرُ أنا الدرسَ                            نُحضّرُ نحن الدرس
عليٌّ ، اعترف هو بخطئه                   سهادُ ، تقودُ هي السيارةَ

سهادُ ، تقودُ هي السيارةَ
سهاد : مبتدأ مرفوع علامته الضمة
تقود : فعل مضارع مرفوع، فاعله مستتر فيه وجوبا تقديره (هي)
هي : ضمير مبني على الفتح في محل رفع توكيد للضمير المستتر (في تقود) -هي-
السيارة : مفعول به  منصوب علامته الفتحة والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به،
في محل رفع خبر المبتدأ

التوابع
التوكيد
مفهوم البدل

مفهوم البدل:
يقول الأستاذ عباس حسن في تقريب معنى البدل ((لو سمعنا من يقول: عَدَلَ الخليفةُ، لفهمنا المراد، ولكن يظل في المعنى بعضُ النَقْصِ، إذ يتطلع السامع إلى معرفة هذا الخليفةِ واسمهِ: أهو أبو بكر أم عمرُ أم عثمانُ أم عليٌّ؟ ولو أن المتكلم قال: عَدَلَ الخليفةُ عُمَرُ، ما شعرنا بنقص في المعنى لان (عمر) هو المقصود الأساسي بالحكم، أي هو الذي يُنسب إليه العدلُ ، فليس لفظ (الخليفة) هو المقصود الأصيل بهذا الحكم.
فكلمة (عمر) تسمى بدلا، لأنها المقصودة بالحكم بعد كلمة سبقتها لتمهد الذهن لها، وليس بين الكلمتين رابط لفظي يتوسط بينهما. ولذا يعرفون البدل: بأنه التابع المقصود بالحكم المنسوب إلى تابعه من غير واسطة لفظية تتوسط بين التابع والمتبوع)).

أنواع البدل
أ-البدل المطابق ويسمى ايضاً بدل الكل من الكل.
ب-بدل البعض من الكل.
ج- بدل الاشتمال.
د- البدل المغاير

التوابع
التوكيد
البدل المطابق


البدل المطابق:
وهو بَدَلُ الشيء مما هو مُطابقُ له مثل قوله تعالى "اهدِنا الصّراطَ المستقيمَ، صراطَ الذين أنْعَمتَ عليهم" فالصراطُ المستقيمُ وصراطُ المُنْعَمِ عليهم يدلان على معنى واحد.

وبذلك تكون لفظة الصراط الثانية هي البدل. وتكون كلمة الصراط الأولى هي المبدل منه، مثل :

1- واضعُ النحوِ الإمامُ عليٌّ.

2- احترمتُ المعلمةَ سعادَ. 3- اتفقت مع المقاولِ خليلٍ.
4- الطبيبةُ سُهادُ مستشارةٌ معروفةٌ.

5- العمادُ صلاحٌ قائدٌ مشهورٌ. 6- تهزَُني قصائدُ الشاعرِ محمودُ درويش.
7- زارنا هذا الرّحالةُ.

8- أقنعني ذلك الرأي المتّزنُ.
9- الصحفيُّ مصطفى بكريُّ ملتزمٌ بقضايا الأمة.




في الأمثلة السابقة نلاحظ أن الألفاظ التي تحتها خط، كانت مطابقة لما قبلها في المعنى:
ففي الجملة الأولى كان البدل (علي) مطابقا في المعنى والإعراب لما قبله (الإمام) .
وفي الثانية كان البدل (سعاد) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (المعلمة).
وفي الثالثة كان البدل (خليل) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (المقاول).
وفي الرابعة كان البدل (سهادُ) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (الطبيبة).
وفي الخامسة كان البدل (صلاح) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (العماد).
وفي السادسة كان البدل (محمود) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (الشاعر).
وفي السابعة كان البدل (مصطفى) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (الصحفيّ ).
وفي الجملة الثامنة كان البدل (الرحالة) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (هذا).
وفي الجملة التاسعة كان البدل (الرأي) مطابقاً في المعنى والإعراب لما قبله (ذلك)

البدل البعض من الكل

بدل البعض من الكل:
وهو الذي يكون فيه البدل جزءاً حقيقياً من المبدل منه وهو بدل الجزء من الشيء كله.
صَرَفْتُ المالَ رُبْعَهُ أو نِصْفَهُ أو ثُلْثَهُ           عالجَ الطبيبُ المريضَ رأسَه
جاء والداك : أُمُّكَ وأبوك                      هَبَطَ الطائر على العمارةِ برجِها
أُعْجِبْتُ بالكتابِ غلافِه                         أَنْجَزْتُ البحثَ فهارسَهُ

فكلمة (ربع) الواردة في الجملة الأولى هي جزء من كل من المال وهي منصوبة على أنها بدل بعض من كل وكذلك ( نصْفَهُ ) و( ثُلْثَهُ ) .
و( رأس ) في الثانية هي جزء من المريض. و(أُمّ) في الثانية هي جزء من الأبوية وهي مرفوعة على أنها بدل.
و(برج) في الجملة الرابعة هي جزء من العمارة، وهي مجرورة لأنها بدل من مجرور.
و(غلاف) في الجملة الخامسة هي جزء من الكتاب، وهي مجرورة لأنها بدل من مجرور.
و(فهارس) في الجملة الأخيرة هي جزء من البحث، وهي منصوبة لأنها بدل منصوب.

ويلاحظ أن المفردات الواقعة بدلاً في الجمل كلها ارتبطت بالاسم الذي أبدلت منه بضمير يعود على ذلك الاسم ويطابقه . ويلاحظ ايضاً أن بدل البعض من الكل هو جزء حسيّ - ماديّ- من المُبدل منه.

بدل الاشتمال

بدل الاشتمال:
وهو بدل الشيء مما يتضمنه ويشتمل عليه، شريطة ألا يكون جزءاً حقيقياً –حسياً- من أجزاء المُبدل منه. مثل:
أعجبني الطبيبُ لطفُهُ : لطفُ :بدل مرفوع من فاعل
أحببتُ القائدَ شجاعتَهُ : شجاعة: بدل منصوب من مفعول به
وأُعجِبْتُ بالوردةِ رائحتِها : رائحةِ: بدل مجرور من مجرور
استاء المشاهدون من المذيع بذاءَتِهِ : بذاءَتِهِ : بدل مجرور من مجرور
تشدني الفضائيةُ . . . برامجُها . برامج ُ: بدل مرفوع من فاعل

فكلمة (لطف) وهي بدل اشتمال من الطبيب، اذ اللطف سمة من سمات أخلاق الطبيب ولكنها ليست جزءاً حسيا منه مثل اليد والعين والرأس. وكذلك (شجاعة) هي بدل اشتمال مرفوع من القائد. والأمر نفسه يقال في (رائحة) هي بدل مجرور من الوردة، وليست الرائحة جزءاً من مكونات شجيرة الورد كالساق والأوراق والأزهار. ومثلها (بذاءة) فهي مما تشمله أخلاق المذيع، وليست جزءاً خَلْقياً منه. أما (برامج) في الجملة الأخيرة فهي بدل مرفوع من الفضائية التي قصدنا ألا نسميها . . . سموها انتم !! وهي من السمات المعنوية للفضائية تلك .

يلاحظ في بدل الاشتمال أن المفردات الواقعة بدلاً ارتبطت بالاسم الذي أبدلت منه بضمير يعود عليه ويطابقه .ويلاحظ ايضاً أن البدل في هذا النوع هو جزء (شيء) معنوي مما يشتمله المبدل منه، وليس شيئاً من مكوناته الخَلْقيّةِ.

 
التوابع
العطف
مفهوم العطف

مفهوم العطف
يُقَصدُ بالعطف في النحو اتباعُ لفظٍ لآخرَ بواسطة حرف، ففي تركيب العطف يوجد تابع يتوسط بينه وبين متبوعة حرف من حروف العطف لتؤدي جملة العطف معنى خاصاً.
وهذا يعني أن تركيب العطف يتضمن: المعطوف عليه وحروف العطف والمعطوف ثم المعنى المستفاد من التركيب.
في الجملة: سافرَ سعيدٌ وسليمٌ
نعتبر(سعيد) هو المعطوف عليه، و(الواو) ،حرف العطف، و(سليم) المعطوف.
والمعنى المستفاد هو المشاركة.

وما دامَ العَطفُ من التوابعِ، فإن المعطوفَ يَتَبْعُ في إعرابِهِ المعطوفَ عليهِ رفعاً ونصباَ وجراً.

حروف العطف ومعانيها
الواو :
وتُفيد الاشتراكَ في الحُكْمِ بين المعطوفِ عليه مثل:
سَافَرَ سعيد وسليمٌ

 الفاء :
وتفيد الترتيب مع التعقيب ، ومعنى التعقيب: قِصَرُ المُهْلَةِ الزُمنيةِ التي تَنقضي بين وقوعِ المعنى على المعطوف عليه، ووقوعه على المعطوفِ، مثل(وَصَلِتْ الطائرةُ فَخَرَجَ المسافرون ، وأولُ منَ خَرجَ النساءُ فالرجالُ) فخروجُ المسافرين يجيءُ سريعاً بعد وصولِ الطائرةِ، وخروجُ الرجال يكونُ بعدَ خروجِ النّساءِ مباشرةً من غير انقضاءِ وقتٍ طويل.
وقِصَرُ الوقتِ متروكُ تقديرُه للعُرْفِ الشائع، إذ لا يمكنُ تحديدُ الوقتِ القصيرِ أو الطويلِ تحديداً عاماً يشمل كلَّ الحالاتِ، فقد يكونُ الوقتُ قصيراً  في حالةٍ معينةٍ، ولكنه  يُعَدُّ طويلاً في أخرى .